لم ينكس أو يستبدل .. كيف تميز العلم السعودي عن بقية أعلام الدنيا؟

لم ينكس أو يستبدل .. كيف تميز العلم السعودي عن بقية أعلام الدنيا؟
لم ينكس أو يستبدل .. كيف تميز العلم السعودي عن بقية أعلام الدنيا؟

تتزين بوينس آيرس في 20 يوليو من كل عام احتفاء بيوم العلم، وتقام المراسم الرسمية لقصر باكنغهام اعتزازا بالعلم البريطاني في 23 أبريل تزامنا مع عيد القديس جورج، وبينما يرفع الجزائريون رايتهم في 16 أبريل ويحتفل الأمريكيون بعلمهم 14 يونيو، يفتخر السعوديون بعلمهم كل 11 مارس، الذي أقره الملك سلمان بن عبد العزيز لأول مرة في 2023، تخليدا لليوم الذي أقر فيه الملك المؤسس عبد العزيز شكل العلم الحالي الذي نراه اليوم.

ورغم أن يوم العلم تقليد متبع في دول عدة، خاصة التي تملك تاريخا عريقا، إلا أن يوم العلم السعودي يعد الأكثر تميزا، ليس فقط لأن الرياض تفوقت على عواصم الدنيا في الاحتفال به، فتحول عيد العام الماضي إلى كرنفال ثقافي أثبت فيه السعوديون عظمة حضارتهم واعتزازهم بها، لكن لأن العلم السعودي نفسه يتميز بصفات عن أقرانه بين كل أعلام الدنيا.

ولأن الكلام هنا ليس مجرد حروف، فأول ما تفرد به العلم السعودي، أنه الراية الوحيدة التي لم تنكس، فلم ينزل أبدا إلى نصف السارية سواء كان هناك حداد أو كوارث أو حروب، منذ ظهوره لأول مرة عام 1750 عنوانا للدولة السعودية الأولى على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود، ووقتها كان مستطيل الشكل ذا قاعدة خضراء داكنة من الخز "النسيج والإبريسم" أجود أنواع الحرير، يتوسطه هلال مرسوم باللون الأبيض.

تفرد العلم السعودي ازداد أكثر منذ 1902 حين ضم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود إمارة نجد، واستبدل الهلال بالشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتشير الروايات التاريخية إلى أن المصري حافظ وهبة، مستشار الملك السياسي كان له دور في ذلك، ثم أضيف السيف باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد في 1938 وصدر بذلك أمر سام كريم نشر في جريدة أم القرى حينها، ليحظر بعد ذلك أن يلامس العلم الأرض أو الماء أو الدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه لما يحمله من دلالة وقيمة.

في المقابل، تغير شكل العلم المصري أكثر من مرة خلال قرن واحد، وكذلك العلم السوري 1958، والعلم السوداني 1970، وغيرت فنزويلا شكل علمها في 2006، ودول أخرى سارت على الدرب نفسه، وهنا يظهر تفرد جديد للعلم السعودي الذي ظل ثابتا شامخا كالدولة التي يعبر عنها، وهذا لم يمنع من تطويره مثل ما حدث عام 1973 حين صدر قانون "نظام العلم" الذي اشتمل على أسس إجرائية للتعامل مع الرمز الوطني، وقنن استخدامه ضمن إرشادات واضحة تأخذ في حسبانها الأعراف الدولية، وظهرت لأول مرة أبعاد محددة له، فبحسب وكالة واس للأنباء، فالعلم مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، لونه أخضر ممتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسط الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وسيف مقبضه بداية كلمة التوحيد، وينتهي بنهايتها نحو السارية كناية عن انتهاء القتال، فأصبح رمزا للقوة والمنعة، وترسم الشهادة باللون الأبيض وخطت بالثلث، أما السيف فيساوي ثلاثة أرباع طول رسم الشهادة على مسافة متساوية بين الجانبين.

هذه المميزات للعلم السعودي، قابلها شعب استثنائي أيضا، في أوقات الشدة يبذل الغالي والثمين كي تظل رايته مرفرفة وعلمه مرفوع، وفي أوقات الاحتفالات والأعياد نراه قادرا على الوصول لأعلى نقطة مثلما فعل فريق عشاق الشوامخ في عيد العلم 2023، حين احتفوا بعلمهم من فوق ارتفاع 1000 متر على سطح البحر، أعلى قمة جبل الطارقي في مكة المكرمة، مرددين "سارعي للمجد والعليا .. مجدي لخالق السماء، وارفع الخفاق أخضر.. يحمل النور المسطر"، وإن كان عليهم تلك المرة أن يذكروا أيضا صالح المنصوف، خطاط الشهادتين والسيف على "راية التوحيد" الذي توفى قبل ساعات من يوم العلم عام 2023، حيث سيبقى شاهدا على بصمته للأبد.

الأكثر قراءة