بعد ستة أشهر .. معرض «الهجرة على خطى الرسول» يختتم محطته الثانية
اختتم المتحف الوطني السعودي بالرياض أمس معرض "الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم" الذي يعد الأول من نوعه، وأحد أبرز المعارض الثقافية المتنقلة في المملكة، الذي قدمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالتعاون مع المتحف الوطني السعودي، وعدد من المؤسسات الثقافية المحلية والعالمية، وذلك وسط حضور كثيف من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية والثقافية والقيادية، إلى جانب مجموعة من سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة لدى المملكة، فضلا عن عموم المجتمع.
وأسدل الستار على هذا المعرض الذي يسلط الضوء على حدث هو الأهم نوعا والأسمى غاية بعد رحلة امتدت ستة أشهر، حكى خلالها قصة رحلة تلامس وجدان مئات الملايين، تحمل روائع الإرث، ومحاسن المكارم والشيم، تلك الرحلة التي بدأت من غار ثور في مكة المكرمة إلى قباء في المدينة المنورة، قاطعة نحو 400 كيلومتر في الصحراء خلال ثمانية أيام، وقد عرف المعرض الزائرين الظروف التي مرت بها الهجرة، مع معلومات مفصلة عن الاتجاهات التي سلكها المصطفى عليه الصلاة والسلام، والجهة التي دخل منها المدينة المنورة، والمكان الذي أقام فيه، وموقع مسجده الأول، والحجرات الشريفة، وسقيفة بني ساعدة. ومن خلال 14 محطة بالتصوير التمثيلي، والأعمال الفنية المعاصرة التي صممت بدقة عالية عن طريق خبراء محليين وعالميين، تفرد المعرض بأدواته، ومعروضاته، وحضور التقنية والعروض التفاعلية بين جنباته وأركانه، حيث عرض منحوتات، ووثائق، ولوحات فنية مبهرة، وقطعا أثرية، ومجسمات معبرة، وأفلاما مؤثرة.
وتضمن المعرض مجموعة واسعة من الموضوعات المعروضة التي كشفت عن مختلف جوانب الهجرة، وقدمتها بوصفها ظاهرة اجتماعية وثقافية عالمية عن طريق سرد تاريخي للركب النبوي الشريف، وبيان التحديات التي صاحبتها، وإقامة فعاليات مصاحبة لهذا المعرض النوعي والتفاعلي، التي من أبرزها الندوات الحوارية، واللقاءات المعرفية، والورش العملية التي نظمها المتحف، مستضيفا خلالها نخبة من الخبراء والمختصين، الذين أثروها طرحا في عدد من الموضوعات المرتبطة بالهجرة النبوية، وربطها بمجالات عدة، وتأثيرها في تاريخ البشرية، ومحوريتها في تشكيل الإنسان المسلم بمبادئها، وقيمها، وإنسانيتها.