«صناعة الكتاب الصامت» .. ورشة عمل ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب
نظم معرض جدة للكتاب 2023، ورشة عمل بعنوان "صناعة الكتاب الصامت"، تناولت فكرة الكتاب الصامت والمقصود منه، ومدى اختلافه عن الكتب الأخرى بنوعيها الورقي والإلكتروني.
وبينت انطلاق محمد رسامة كتب الأطفال، أن الكتاب الصامت هو الكتاب الخالي من الكلمات، الذي يعتمد على الرسم فقط، كونه المعبر الوحيد حينها لتوصيل الفكرة، ومناسبته للجميع، مبينة أهمية الكتب الصامتة لمن يعانون صعوبة التعلم تحديدا.
وأشارت إلى أن هذا النوع من الكتب قابل للفهم المتفاوت، بحسب فهم المطلع عليه، كما أنه محفز على الخيال الواسع، ومناسب لجميع المراحل العمرية، كما أن إعداده يتطلب تركيزا على بنيان الفكرة وإعطاء مساحة كبيرة للرسام، لا سيما أن نوعية مثل هذه الكتب مناسبة للمكان الذي يحتضن أفرادا مختلفي اللغة، كالملاجئ، إذ يوجد التجانس فيما بينهم والإحساس ببعضهم بعضا. يذكر أن معرض جدة للكتاب 2023، نظم ورشة عمل بعنوان "كروكي الرواية"، لتوضيح المعالم الرئيسة التي تبنى على أساسها الرواية، وتتبع شخصياتها، والتركيز على الحبكة، التي يسعى بطل الرواية إلى فك عقدها أثناء السرد.
وأوضح الروائي جابر مدخلي، في افتتاح أعمال الورشة أن بنية الرواية عموما يمكن لها أن تتغير باستمرار مع بقاء أركانها الأساسية، التي تشكلها، مبينا أن التغيير يكمن في استحداث أفكار جديدة، أو أنواع جديدة للرواية، حيث إنها بدأت بالتجريب، في مطلع القرن الـ20، وهي ليست رواية اليوم، إذ طرأت أنواع مستحدثة من الرواية العربية. وأشار مدخلي إلى ضرورة أن يقوم الكاتب عند الانتهاء من المسودة الأولى لروايته برسم خريطة يتتبع من خلالها كل شخصية على حدة، من حيث الأدوار التي تقوم بها، والأزمنة المتعاقبة على الشخصية، وكذلك الأمكنة التي سكنتها، وهي التي بذاتها ستعلق في ذهن القارئ، مركزا على إلزامية اختيار نهاية الرواية بعناية فائقة، حيث يلخص بها ما يذكر القارئ بالوقائع في بدايتها، ومتنها وآخرها، مفضلا أن تكون الخاتمة مفتوحة. كما هيئة الأدب والنشر والترجمة، مكنت الجمهور من الاستمتاع ببرنامج ثقافي ثري، يشمل 31 ندوة ثقافية، وثماني محاضرات في جلسات نقاش مع المؤلف في "حديث الكتاب"، وتسعة عروض مسرحية، وعددا من الأمسيات الشعرية، وورش العمل، التي يشارك فيها نخبة من المختصين في كثير من المجالات المعرفية، والتطويرية، فيما يستمر المعرض في استقبال زواره يوميا في أجواء مليئة بالأدب والثقافة والمعرفة. وتشارك في المعرض دور نشر من مصر، لبنان، الأردن، سورية، العراق، الإمارات، الكويت، قطر، تونس، المغرب، فرنسا، المملكة المتحدة، وأستراليا.
وترفع الدورة المستمرة حتى 16 ديسمبر شعار "مرافئ الثقافة".
ويعد معرض جدة للكتاب رابع معرض من نوعه تقيمه السعودية هذا العام بعد معرض الشرقية للكتاب في مارس ومعرض المدينة المنورة للكتاب في يونيو ومعرض الرياض الدولي للكتاب في سبتمبر.