الوحش المبتسم
هو كائن ذو قوة خارقة قدم إلينا من عصر الديناصورات، فهو الوحيد الذي نجا من الانقراض. ويعد من أقوى الحيوانات على كوكبنا، حيث يبلغ مقدار القوة التي تولدها عضلاته 3700 رطل لكل بوصة مربعة!
إنه التمساح الحيوان البرمائي الضخم، الآكل للحوم، له أكثر من 23 نوعا، أكبرها تمساح النيل الذي يوجد في إفريقيا، وتمساح المياه المالحة الذي يوجد في أستراليا، الذي يبلغ طوله ستة أمتار ويزن ما يقارب 1000 كجم!!
تتمتع التماسيح الحديثة بأقوى عضة مسجلة على الإطلاق، إذ تبلغ قوة إطباق فكيه ما يقارب 1600 كيلوجرام، أي أكثر من طن ونصف الطن، وعندما يهم التمساح بالانقضاض على فريسته يبتسم ويفتح فمه، ويضغط على بعض الغدد التي تفرز الدموع تلقائيا -ومن هنا جاءت المقولة الشهيرة دموع التماسيح- ثم يطبق فكيه بسرعة كبيرة عليها ويسحبها للماء ليقوم بما تسمى لفة الموت، حيث يمسك التمساح بالفريسة ويغرق بها في الماء بسرعة ويلفها، وهنا لا تعرف الفريسة بأي اتجاه عليها أن تقاتل، لأنها فقدت الإحساس بالاتجاه، يساعده في ذلك ذيله الضخم، فهو أشبه بمجداف عملاق يدفع التمساح كالطربيد!!
ويبدل التمساح أسنانه بسرعة مذهلة ويختلف عددها بحسب نوعه وبعض الأنواع لها من 30 إلى 40 سنا في كل فك، حيث يمكن للتمساح أن يستبدل ما يقارب ثمانية آلاف سن على مدى العمر.
ويتمتع التمساح بالصمام الحنكي الذي يمكنه من منع دخول الماء والروائح لحلقه، ولهذا يستطيع إبقاء فمه مفتوحا في أي وقت تحت الماء، وتتبع الفريسة من خلال الذبذبات، بما يملكه من أعصاب في الجزء السفلي من فكه.
وباستخدام النمذجة الحاسوبية، تمكن فريق من الباحثين من اكتشاف الجزء الأكثر إبهارا في هذا الكائن وهو عبارة عن شبكة معقدة من العظام والعضلات والغضاريف، ووجدوا أيضا مفصلا ثانويا في فكه يمكنه من توزيع القوة التي يولدها على أنحاء جمجمته، ويمنع التواء فكه أو حركته أثناء تناوله الطعام.
تملك التماسيح غضاريف قوية مقاومة للتمزق، تمت محاكاتها من قبل البشر في تصميم البلاستيك والهياكل، وكذلك في الهندسة البيولوجية لاستخدامها في أربطة في الركب، والأرجل والأكواع والأكتاف.
حياة التماسيح مقسمة بين الماء واليابسة، لكنه يفضل إبقاء جسمه في الماء، حيث يكون أكثر مرونة، وحركته انسيابية، ورغم أنه لا يستطيع التنفس في الماء لعدم امتلاكه خياشيم، لكن باستطاعته أن يبقى لمدة ساعة كاملة تحت الماء، بشرط أن يكون قريبا من اليابسة لأجل التنفس!!