انتشار الادعاءات

يصلني كما يصلكم كل يوم تقريبا مقطع أو رسالة يدعي مرسلها أنه القادر على فعل شيء أو الوحيد الذي أنجز أمرا، ويستمر الادعاء إلى أن يكشف أحد ما تحويه الرسالة من تزييف وكذب. يمكن أن يصل الأمر إلى عدة أسابيع والناس مخدوعون بما يصلهم، وقد يذهب بعضهم لشراء المنتج أو البحث عن المدعي ليحقق لهم حاجة أو يوفر لهم منتجا أو خدمة. بهذا يحقق كثيرون من المشاهير الأرباح العالية.
أغلب هؤلاء المشاهير يقول إنه لا يعلن لمنتج أو خدمة إلا بعد أن يتأكد من كفاءتها، وهو ما يدحضه الواقع لدى أغلب الذين خدعوا ودفعوا أموالهم ثقة بالمعلن أو انبهارا بطريقة العرض. وهو ما حدث مع محدثكم، ولهذا قررت عدم الخضوع لهذه الإعلانات في المستقبل.
يأتي في السياق الكسل والرغبة في الحصول على المنتجات واصلة إلى المنزل، وهذا ألغى في حالات كثيرة التسوق الذي كان واحدا من الأمور التي تجمع العائلة ـ خصوصا الصغيرة ـ وكان وسيلة لقضاء الوقت والتعرف على المدينة وممارسة المشي وهو رياضة ممتعة. انتهت في حالات كثيرة هذه الممارسة وأصبح الناس يطلبون المنتجات عن طريق التطبيقات، أمر أدى ـ كذلك ـ إلى فقدان وظائف كانت تعيش عليها الأسر، لكن هذا جزء من البيئة العامة التي نعيش فيها وتسيطر في كل دول العالم تقريبا.
كل هذا يهون في مقابل ما انتشر أخيرا من وعود بالعلاج من الأمراض المستعصية، وقدرة أشخاص على تحقيق نتائج لم تحققها المراكز التخصصية العالمية، حتى إن أحدهم ادعى أنه يعالج جميع الأمراض بدءا بالسرطانات والجلطات وصولا إلى داء السكري والضغط.
يمكن أن أقول: إن هؤلاء مجرمون في حق المرضى الذين يبحثون عن بصيص أمل يعيد لهم ما أفقدهم إياه المرض. المشكلة أن كثيرا من الذين خدعوا بالأمر بدأوا في نشر مقاطع الرجل، والثناء عليه. جاءني اليوم من يدعي أنه يعالج المعوقين نتيجة الجلطات في دقائق.
لئن كانت مثل هذه السلوكيات منتشرة في السابق، فيمكن القول إنها صعبة التعقب والعقاب، بسبب عدم توافر التقنية الداعمة وعدم وجود وسائل للتعقب والمراقبة الدقيقة، أما اليوم فلا يمكن السكوت عن هؤلاء وأمثالهم ممن يتخذون من الوعود الوردية وسيلة للتكسب المادي البعيد عن احترام مشاعر الآخرين وقيم المجتمع المسلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي