خلال الأيام القليلة المقبلة تنتهي العروض التسويقية التي قدمتها الشركات والمتاجر بمناسبة الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني الـ93، أعادها الله علينا كل عام ووطننا وولاة أمرنا والشعب السعودي في عز وسؤدد.
الاستفادة من المواسم ممارسة تسويقية معتادة في كل مكان وزمان وهي ممارسة ضاربة في عمق التاريخ منذ بدأ البشر في التجمع لأي مناسبة كانت، وهذه الأيام تزداد أهمية التسويق الموسمي نظرا إلى تزايد الرسائل الاتصالية ووسائل إيصالها واحتدام المنافسة بين منافذ البيع المعتادة وتلك الرقمية، وازدياد عدد اللاعبين في السوق في كثير من القطاعات.
في الجردة التي يمكن للمستهلك الحصيف إجراؤها تكون العروض الجادة والحقيقية والتي لها أثر ملموس في ميزانية الفرد هي الأقل، ورغم ما يوحيه الزخم الإعلاني والاتصالي من كثرة العروض حتى لتخال الجميع يقدمها ويشارك فيها إلا أن هناك - على سبيل المثال - إقحاما غير موفق للبعض للرقم 93، أو للون الأخضر، أو للشعارات الوطنية لم يكن موفقا من وجهة النظر التسويقية، وهو أيضا كذلك بالنسبة إلى ذائقة المستهلك.
بعض الشركات والمتاجر أفادت واستفادت وهي ضحت بجزء واضح من أرباحها أو كل أرباحها خلال هذه الأيام، لأنها تفهم وتعرف أن هذه فرصتها المواتية للوصول إلى شرائح جديدة من العملاء وللاستثمار في علامتها التجارية عبر ترسيخها وزيادة انتشارها، وهو الاستثمار الذكي لمن يعملون على المديين المتوسط والطويل.
اللافت هو ازدياد وعي المستهلك وتفريقه بين من يحترم ثقافته وهذه المناسبة وبين من يركب الموجة خشية أن يفوته الموسم، وأن هناك تقديرا أكثر للمحتوى الإبداعي في الحملة التسويقية، وللتصاميم أو الرسائل التي تتضمن ما يرتبط بالهوية السعودية، وما يربط بين المناسبة وبين أنشطة الحملة.
أيضا لاحظت أن بعض الشركات والمتاجر تسير بوتيرة تراكمية فهي تبني على أسس أطلقتها خلال حملاتها في المواسم الوطنية الماضية، وأصبح المستهلك ينتظر عرضها لأنه مغر وفيه توفير واضح، إضافة إلى ثباته على الوعود التي يقدمها وتقديمه المنتج أو الخدمة بالجودة نفسها، وهذا نجاح في التخطيط طويل المدى والبعيد عن الارتجال ومحاولة اللحاق بالموسم.
المستهلك يحترم ويستجيب إلى الحملات التسويقية التي تراعي المناسبة الوطنية فتتسم رسائلها أو عروضها بمسؤولية مجتمعية ويظهر فيها الحرص على بناء جسور الثقة مع عملائها واحترام ذكائهم وتلبية احتياجهم بعرض حقيقي وواضح.
بعض العروض كانت مضحكة بالفعل، وبعضها لم يكن عرضا من الأساس وهو أمر يتضح لمن استخدم محرك البحث وراجع أسعار المنتج أو الخدمة.
