تعزيز العدالة البيئية باستخدام الذكاء الاصطناعي «2 من 2»

إن تطوير تطبيقات الهاتف المحمول والمساعدين الافتراضيين الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي وتوفيرها على نطاق واسع يعزز الوصول العادل إلى البيانات والرؤى التقنية علما أنه بفضل التنبؤات الجوية الدقيقة للغاية وتقنيات الهندسة الزراعية المتقدمة وحسابات البصمة الكربونية، إضافة إلى التنبؤات الأخرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة تعزيز مرونتهم وصلابتهم المناخية، إضافة إلى تعزيز الإنتاج والدخل من خلال التكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة أكبر وإدارة المحاصيل بشكل أكثر استدامة.
وفي الوقت نفسه، فإن مجرد تقديم هذه الأدوات إلى المجتمعات المحرومة لن يحل المشكلة، فالتطبيقات وحدها ليست الحل للظلم المناخي، علما أنه من أجل تنفيذ التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي بنجاح، يجب أن تكون شركات التكنولوجيا على استعداد لتبادل المعرفة مع المستخدمين بما في ذلك تعليمات حول كيفية أخذ القياسات التي من شأنها أن تؤدي إلى جمع البيانات، ويجب عليها بناء قدرة المستخدمين على التعاون بشكل مستقل مع بعضهم بعضا، وطلب التعليقات من المزارعين والمستخدمين الآخرين، ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يمكن لروبوت المحادثة "شات بوت" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ويقوم بأتمتة عمليات تبادل الأسئلة والأجوبة أن يساعد على تقليل تحديات تدريب المستخدم مع إضفاء الطابع الديمقراطي على القدرة على الوصول إلى المعلومات. بينما تقوم الشركات بتطوير حلول الذكاء الاصطناعي، نحتاج أيضا إلى دعم شركات التكنولوجيا المحلية ومطوري التطبيقات، حيث إنهم يعدون الأنسب فيما يتعلق بتفعيل استخدام تلك الأدوات.
يستطيع مجتمع التكنولوجيا الذهاب إلى أبعد من مجرد زيادة القدرة على الوصول إلى الأدوات الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع هذا المجتمع بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والحكومات والوكالات الدولية أن يساعد على بناء مستقبل منصف ومرن للمجتمعات المحرومة، وذلك من خلال توفير التدريب على المهارات الفنية والمعرفة المطلوبة للوظائف الخضراء.
ومع تسارع التحول إلى اقتصاد عالمي منخفض الكربون، فمن المتوقع أن يتجاوز الطلب على ما يسمى "المهارات الخضراء" العرض.
إن إعداد العمال لوظائف المستقبل الذي يتزامن مع اعتماد التكنولوجيات الجديدة على نطاق واسع من شأنه أن يعزز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، خاصة في الاقتصادات النامية.
نحن جميعا ـ أفرادا وشركات ومنظمات وحكومات ـ نتقاسم المسؤولية عن التصدي للتهديدات البيئية المتزايدة، ويتعين على شركات التكنولوجيا، على وجه الخصوص، توجيه مزيد من الموارد لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وهذا يعني الاستثمار في تطوير وتنفيذ أدوات الذكاء الاصطناعي والتحقق من إمكانية وصول الناس الأكثر حاجة إلى تلك الأدوات.
إن إيجاد الحلول المناخية ـ وتحقيق العدالة البيئية ـ يعتمد على قيام القطاع الخاص بحشد خبراته من أجل الصالح العام.
خاص بـ"الاقتصادية"
بروجيكت سنديكت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي