خطيب المسجد الحرام: مكافحة المخدرات حرب تطهير شعبية

خطيب المسجد الحرام: مكافحة المخدرات حرب تطهير شعبية

قال الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن مكافحة المخدرات هي قضية المجتمع كله، فهي حرب تطهير شعبية، ولا بد من التعاون التام مع الدولة في كل أجهزتها على هذا العدو.
وأضاف ابن حميد، في خطبة الجمعة أمس، إن المخدرات مما يهدم أركان مقاصد الإسلام ويزلزل بنيانها، مؤكدا أن فقهاء الإسلام أجمعوا على تحريمها وزراعتها، وتصنيعها، وتعاطيها، وتهريبها، وترويجها.
وتابع: عالم المخدرات عالم مظلم، الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، المخدرات جماع الشر، ومجمع الضر، ومستودع المفاسد، وملتقى المصائب، ومكمن الشرر، كل بلاء يصغر دونها، هي آفة العصر، ومصيبة الدهر، وقاصمة الظهر، تذهب بالعقول، وتهلك النفوس وأصل كل بلية، وأساس كل رذيلة، ومفتاح كل شر، ورجس من عمل الشيطان، توقع في العداوة والبغضاء، وتصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وعن كل عمل صالح في الدين والدنيا.
وأكد أن المبتلى بهذه القاذورات، لا يملك تفكيرا سويا، ولا قدرة على حسن الاختيار، ألعوبة بيد تجار الموت، الذين يجنون الأموال الملوثة والملونة بدماء الضحايا هذا المبتلى يخسر نفسه ودراسته، ووظيفته، وماله، وسمعته، وصحته، وأهله، يعيش حياة الانعزال، والإهمال، والكسل، والقلق، والاضطراب، حياته خمول، وعدوانية، واكتئاب، وخوف، وهلع، محطم الإرادة، أضرار بدنية، ونفسية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية.
وواصل: ومع هذا كله، فإن المبتلى مريض يجب علاجه، وليس مجرما يلزم عقابه.
وأوضح أن من أهم وسائل العلاج التمسك بالدين والقيم الأخلاقية، والاستقامة على أمر الله، والالتزام بشرعه، وأداء ما افترض الله، والبعد عما حرم الله، وإذا ضعف وازع الدين سهل تقبل الأفكار المنحرفة، والقيم الفاسدة.
وتابع أن الأسرة هي الحصن من الآفات الاجتماعية، التي يواجهها أطفالهم في حياتهم خارج المنزل، وهي التي تدفع الخطر الذي يهدد حياة أطفالهم.
وأشار إلى أنه ينبغي على ولي أمر الأسرة أن يكون يقظا، متابعا، مدركا لمسؤوليته، مبادرا في متابعة أولاده، يقضي مع أولاده الوقت الكافي لرعايتهم، والاستماع إليهم، والعيش معهم، والاهتمام بهم، وتبادل الحوار معهم، ومواجهة مشكلاتهم، وكل ما يشغل تفكيرهم وكذلك ينبغي تنمية الحب والاحترام بينهم، والابتعاد عن العنف والإيذاء الجسدي والنفسي ما أمكن، وتجنب العنف والشدة، والسهرِ خارج المنزل، يجب ملاحظة أصدقائهم وجلسائهم وقرنائهم، والحذر من قرناء السوء فجليس السوء هو بيت الداء.
وأكد بن حميد أن بلادنا تقود حربا ضروسا واسعة ضد هذه الآفة على جميع الجهات الأمنية، والاجتماعية، والصحية مستهدفه إشراك عناصر المجتمع كافة، تعمل بجد وحرص، وتتخذ الإجراءات الوقائية والتربوية، والتوعوية بمخاطر هذه الآفة الفتاكة، كما تقوم بتوفير الدعم النفسي، والاجتماعي للمبتلين وأسرهم.
وقال في ختام خطبته إن قدرات رجال أمننا وأجهزة مكافحة المخدرات الفذة وجهودهم الجبارة مع زملائهم في الجهات المختصة الأخرى في مكافحة هذه الآفة تسجل إنجازات، وتسطر بطولات، بإفشال طرق المهربين والمروجين بكل أنواعها وأشكالها.
وأضاف: أرقام مبهرة لهذه الأجهزة المباركة بقياداتها وأفرادها في مختلف مناطق بلادنا مترامية الأطراف.

الأكثر قراءة