Author

الجيل الذهبي وإجازة الصيف

|

جاءت إجازة الصيف الدراسية والوظيفية، وسافر من سافر، وبقي من لم يستطع أو يرغب في السفر. وحديثي اليوم عن النصف الثاني الذي لم يحزم حقائبه ويسافر، وبالذات "الجيل الذهبي"، وأقصد بذلك من هم في سن ما بين عشرة و16 عاما من البنين والبنات، وهؤلاء ليسوا من الأطفال ولا من الكبار. وهو الجيل الذهبي ،لأنه عن قريب سيتحمل مسؤولية قيادة الأعمال، وتنفيذ خطط المستقبل لإكمال بناء الوطن، واعتلاء منصات التفوق والتكريم، ليس فقط محليا وإنما إقليميا وعالميا.
لذا، فإن إعداده ليس فقط تعليميا وإنما نفسيا وتنمية مهارات التفوق لديه تكون في هذه السن. الملاحظ أن بعضهم وبالذات من لم يتمكن من السفر لقضاء إجازة الصيف يشعر بالملل والفراغ لعدم وجود مراكز صيفية حديثة فيها نشاطات متنوعة، تقوم على مزج الترفيه مع تنمية المهارات المناسبة لهذا العصر، مثل البرمجة والذكاء الاصطناعي واللغات والخطابة والتخطيط وثقافة الحوار وتنمية روح القيادة، وكيفية الوصول إلى اتخاذ القرارات، وتعليم الحرف اليدوية الأصيلة، وتصميم الأزياء، وتنسيق الحدائق، وغيرها من الهوايات الجاذبة والمقبولة لمن هم في هذه السن. لقد بحثت عن تجارب دولية مماثلة، فوجدت أن بعض الدول لديها برامج تسمى "تمكين الشباب"، وهدف هذه البرامج تأهيل الشباب لكي يصبحوا قادة في المجتمع وفي حياتهم الخاصة أيضا. ويقوم البرنامج كذلك بربط الشباب بعمل ومناقشة القضايا المؤثرة في كل الثقافات والتعلم من بعضهم في مجال المسؤولية والالتزام بالعمل التطوعي والخدمة العامة. وفي بلادنا نماذج مشرفة بمشاركة القطاع غير الربحي أو الخاص، ولعل أبرزها مناشط مؤسسة "مسك" غير الربحية، وأكاديمية طويق، اللتين تقيمان عددا من المعسكرات والبرامج النوعية في فنون مختلفة ومهارات متعددة، وتستقطب المميزين من الشباب، ليس في فصل الصيف فقط لكن على مدار العام، إلى جانب الأنشطة الرياضية وانتشار الأندية الرياضية، وهي ظاهرة إيجابية، لكن تكاليفها المرتفعة جدا، وغياب جوانب الترفيه الجاذبة لهذا الجيل، يجعلان إسهامها في حل هذه المشكلة محدودا، إضافة إلى برامج متعددة يقيمها أو يرعاها بعض الشركات الكبرى، لكنها ما زالت محدودة الاستيعاب العددي، في مقابل تزايد شريحة الراغبين من "الجيل الذهبي"، وعدد من البرامج المخصصة للتمهير.
أخيرا، المطلوب من طرح هذا الموضوع أن يتكاتف القطاع العام، خاصة وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مع القطاع غير الربحي والخاص كنوع من المسؤولية الاجتماعية، على إنشاء مراكز صيفية مطورة في مدن بلادنا ومحافظاتها، وأن تخصص للجيل الذهبي الذي أشرت إليه مراكز للأبناء وأخرى مماثلة للبنات، ويستقدم لها مدربون ومدرسون للغات الأجنبية، خاصة الإنجليزية التي أصبحت لغة التخاطب في الأعمال، ولكون البند الأكبر في ميزانية تنفيذ الفكرة هو إيجار المباني، فيقترح الاستفادة من مباني المدارس، لأن نشاطها يتم خلال العطلة الصيفية، مع ضرورة توفير إشراف تربوي وفكري.
الخلاصة، إن هذه هي الفكرة والمؤمل من الجهات التي ذكرتها دراسة الفكرة من جميع جوانبها تحفيزا وتشجيعا للجيل الذهبي.

إنشرها