أكثر من 30 استراتيجية ومشروعا أطلقها ولي العهد خلال 365 يوما

أكثر من 30 استراتيجية ومشروعا أطلقها ولي العهد خلال 365 يوما
أكثر من 30 استراتيجية ومشروعا أطلقها ولي العهد خلال 365 يوما
أكثر من 30 استراتيجية ومشروعا أطلقها ولي العهد خلال 365 يوما

متى ذكرت الهمة ذكر الأمير محمد بن سلمان، ومتى ذكر ولي العهد ذكرت الهمة، ستة أعوام مرت على مبايعته وليا للعهد، شهد فيها السعوديون قفزة عظيمة نحو المستقبل المشرق، ونماء وازدهارا يشار إليه بالبنان.
ليس الأمير محمد بن سلمان قائدا عاديا، هذا ما يعرفه الجميع، ولعل ذلك ما يكشفه حجم الإنجاز المتحقق منذ 27 رمضان من العام الماضي، حتى 27 رمضان اليوم، إذ أطلق في 365 يوما نحو سبع استراتيجيات رئيسة، ومشاريع ومبادرات وقرارات عم خيرها المملكة، والمنطقة، وحتى العالم.
وفي موازاة ذلك، تسلط "الاقتصادية" الضوء على أبرز ما تحقق خلال عام مضى، سعى فيه الأمير محمد بن سلمان إلى صناعة الفارق، وبذل جهودا متواصلة دون حدود، لتحقيق تطلعات شعبه ورفعته.
الاستراتيجيات بوصلة الإنجاز
تبنى الأمير "الملهم" قضية النهوض بوطنه إلى مصاف دول العالم، فقد عدها قضية شخصية قبل أن تكون وطنية، في وقت لا تمارس هذه الجهود دون بوصلة تستنير بها، وهي الاستراتيجيات التي أطلقها في عدد من القطاعات.
ففي هذا العام، الذي شهد تعيين ولي العهد رئيسا لمجلس الوزراء، أطلق الاستراتيجية الوطنية للصناعة، الهادفة للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، تركز في صميمها على 12 قطاعا فرعيا لتنويع الاقتصاد الصناعي، وحددت أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال، سعيا إلى مضاعفة الناتج المحلي الصناعي بنحو ثلاث مرات.
وفي سياق متصل بالصناعة، أطلق أيضا المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، لتعزيز موقع المملكة كمركز رئيس وحلقة وصل حيوية في سلاسل الإمداد العالمية، أتبعها بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي تحفز على الإبداع والابتكار في وطن تعيش فيه عقول وطاقات شغوفة بالابتكار والإبداع، كما يصفه.
وكان قد سبق هذا كله، إعلانه التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار للعقدين المقبلين، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم، ويصل الإنفاق السنوي فيها على القطاع إلى 2.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في 2040، بفكرة مفادها أن العقول تبتكر من أجل الإنسان.
وللارتقاء بجودة الحياة، أطلق الأمير محمد بن سلمان في 15 سبتمبر الماضي الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، الهادفة لأن تجعل المملكة مركزا عالميا لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول 2030، تزامنا مع إطلاقه استراتيجية مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية، فيما كانت المملكة مطلع العام الحالي على موعد مبهج مع إطلاق صندوق الفعاليات الاستثماري، لتمكين قطاعات الثقافة والسياحة والترفيه والرياضة، من خلال تطوير أكثر من 35 موقعا فريدا بحلول 2030.
تطوير في كل المدن
من الشرق إلى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تطوف الإنجازات والمشاريع التي يطلقها ولي العهد مناطق الوطن كافة، إذ شهد العام الخامس من ذكرى البيعة صدور أوامر ملكية بإنشاء هيئات لتطوير محافظات الأحساء والطائف، بناء على ما رفعه عراب الرؤية، تلاها هيئة لتطوير محافظة جدة، ثم تأسيس المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الحدود الشمالية.
وفي مدينة رسول الله، أطلق أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة" شرق المسجد النبوي الشريف، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة في رفع الطاقة الاستيعابية لاستضافة 30 مليون معتمر بحلول 2030، إذ يقام المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 1.5 مليون متر مربع، ويستهدف إنشاء 47 ألف وحدة ضيافة، إضافة إلى الساحات المفتوحة والمناطق الخضراء التي تيسر وصول الزوار إلى المسجد النبوي.
وشرقا، اعتمد التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت، مع إنشاء مؤسسة لتطوير الجزيرة، إلى جانب 19 مبادرة من بينها تطوير قلعة ومطار دارين، وإقامة مهرجانات ثقافية وتراثية، وإنشاء عدد من الفنادق والنزل البيئية في المناطق الطبيعية، وإنشاء أكبر غابة مانجروف على ضفاف الخليج العربي.
وقبل أيام، أطلق ولي العهد أربع مناطق اقتصادية خاصة في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية شمال مدينة جدة، ضمن مبادرات تحويل المملكة إلى وجهة عالمية للاستثمار، ومركز حيوي يدعم سلاسل الإمداد العالمية، ولا سيما بعد إطلاق المنطقة الخاصة اللوجيستية المتكاملة التي تقع ضمن مطار الملك سلمان الدولي في الرياض.
أميز المدن
يشكل هذا العام فصلا جديدا في نمو وتوسع العاصمة، حيث شهدت الرياض إطلاق مشاريع تنموية عملاقة تتوازى مع طموحاتها بأن تكون من أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم، مستفيدة في ذلك من بنيتها التحتية المميزة التي أشرف عليها الملك سلمان إبان إمارته للرياض لأكثر من خمسة عقود، وخطط لنموها من 150 ألف نسمة إلى أكثر من 7.5 مليون نسمة، وها هي تواصل نموها المنتظم لتتجاوز 15 مليونا في 2030.
في تصريح شهير للأمير محمد بن سلمان خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، قال إنه يستهدف "أن تكون الرياض من أميز المدن في العالم في جودة الحياة والسياحة والخدمات بشكل أو بآخر".
وعد فأوفى، فأطلق خلال العام مشروعين على درجة عالية من الأهمية، أولهما شركة تطوير المربع الجديد، التي تهدف إلى تطوير أكبر داون تاون حديث عالميا في مدينة الرياض، ما يسهم في تطوير مستقبل العاصمة، على مساحة تتجاوز 19 كيلو مترا مربعا، ومساحة طابقية تصل إلى أكثر من 25 مليون متر مربع، وبطاقة استيعابية تتجاوز مئات الآلاف من السكان، ويتخذ المشروع الجديد من "المكعب" أيقونة تجسد رمزا حضاريا عالميا، يضم أحدث التقنيات المبتكرة، ومزايا فريدة تعد الأولى من نوعها، حيث سيصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، بارتفاع يصل إلى 400 متر، وعرض 400 متر، وطول 400 متر.
كما سيسهم "المكعب" في دعم الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ومن المتوقع الانتهاء من مشروع المربع الجديد في 2030.
هذا المشروع الطموح، يتكامل مع مشروع جديد أطلقه ولي العهد، وهو المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، ليكون واحدا من أكبر المطارات في العالم، ومركزا اقتصاديا ومعلما حضاريا يستهدف الوصول إلى 185 مليون زائر، متوجا هذا المخطط بتأسيس شركة طيران الرياض، الناقل الوطني الجديد الذي سيربط العاصمة بأكثر من 100 وجهة عالمية، بطموحات لا تتوقف.
وعلى أرض حديقة الملك سلمان في الرياض، أطلق "قائد التغيير" مشروع المجمع الملكي للفنون، أحد أهم معالمها على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، مجسدا رؤيته في أن يكون منارة كبرى للثقافة والفنون.
هدية للبشرية
مدينة المستقبل تسابق الزمن لكي تكتمل، وخلال العام الماضي أعلن "مهندس رؤية 2030" تصاميم مدينة "ذا لاين" في نيوم، التي تخلو من الشوارع والسيارات وانبعاثات الكربون، وتوصف بهدية ولي العهد للبشرية في كيفية تخطيط المدن.
ولم يمض وقت طويل حتى أعلن كذلك تطوير جزيرة "سندالة"، أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة، ومن المتوقع أن تبدأ استقبال زوارها مطلع 2024.
المستقبل من منظور الأمير محمد بن سلمان يراعي عوامل البيئة والمناخ، ففي قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي استضافتها مصر، أعلن دعم مشاريعها بـ 2.5 مليار دولار على مدى عشرة أعوام، تزامنا مع أهداف المملكة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060، فيما لا تزال المملكة تواصل تحقيق تقدم في هدفها المتمثل في زراعة عشرة مليارات شجرة، لتقود "الحقبة الخضراء" المقبلة.
استثمارات نوعية
مضى الأمير الشاب بصندوق الاستثمارات العامة إلى آفاق أرحب وأوسع، وقاده إلى مزيد من الاستثمارات النوعية، فمن بعد مطار الملك سلمان الدولي وشركة "طيران الرياض" أحدث استثمارات صندوق سالفة الذكر، أطلق الشركة السعودية للقهوة.
الشركة الجديدة ستعمل على دعم منتج القهوة المحلي والارتقاء به إلى المصاف العالمية في المستقبل، وتعزيز جهود تطوير الزراعة المستدامة في منطقة جازان، باعتبارها موطنا رئيسا لبن الأرابيكا الأشهر عالميا، وتستثمر نحو 1.2 مليار ريال على مدى الأعوام العشرة المقبلة في قطاع القهوة، لتسهم في رفع القدرة الإنتاجية للبن السعودي من 300 إلى 2500 طن سنويا.
لاشك أن المدن مقبلة على حقبة جديدة كليا، ستبلور ملامحها شركة "داون تاون السعودية" التي أطلقها ولي العهد لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة في المملكة، حيث ستعمل على تطوير أكثر من عشرة ملايين متر مربع لمشاريعها في 12 مدينة.
هذا إلى جانب إطلاق الشركة الوطنية لخدمات التسجيل العيني للعقار، لتنظيم وتطوير القطاع العقاري المحلي من خلال منصة رقمية متكاملة، وإنشاء سجل عقاري شامل لجميع معلومات الوحدات العقارية، وتقديم خدمات تسجيل العقارات، وفق أفضل الممارسات الدولية.
وكجسر بين المملكة وأشقائها، أسس الصندوق خمس شركات إقليمية تستهدف الاستثمار في الأردن والبحرين والسودان والعراق وعمان، وذلك بعيد إطلاق الشركة السعودية المصرية للاستثمار، وستبلغ قيمة الاستثمارات المستهدفة ما يصل إلى 90 مليار ريال في مختلف القطاعات، في دلالة على أن خير المملكة يعم جيرانها والعالم.
ومن العلامات الفريدة في مسيرة صندوق الاستثمارات العامة، إطلاق شركة "سير" في نوفمبر الماضي كأول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، وسط توقعات بجذب استثمارات أجنبية بـ 562 مليون ريال، فضلا عن مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر بما يصل إلى 30 مليار ريال.
وكان ولي العهد قد أعلن ضم مشروع الدرعية إلى صندوق الاستثمارات العامة، كخامس المشاريع الكبرى المملوكة للصندوق، حيث تضم محفظته مشاريع نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وروشن، ليصبح المحرك الفاعل خلف تنوع الاقتصاد في المملكة، وصولا إلى هدفه المتمثل في أن يكون أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.

الأكثر قراءة