Author

عام فيه يغاث الناس

|

لم أجد أجمل من هذا الوصف لعامنا هذا الذي جاء فيه الغيث ليزور كل منطقة من مناطق البلاد وبكميات ندر أن نرى مثلها في العقود القريبة. كل هذا بفضل الله ومنته ورحمته بالعباد والبلاد، وهو مبشر بأيام مقبلة تميزها الزهور والمراعي الخضراء في وقت كان الناس ينتظرون فيه دخول الصيف واشتداد الحرارة وهو أمر لا بد منه. لكن قدومه بعد هذه الفترة الجميلة أقل أثرا.
مع الغيث عاد الهاجس الأكبر والمتعلق بتملك الأراضي والتصرف في مجاري الأودية من قبل من يظنون أنهم يستطيعون الوقوف أمام السيل، لقد أثبت السيل أنه أقوى من كل قوة الإنسان بل إنه أسهم في كشف عيوب تنفيذ بعض الشركات للسدود والكباري والطرق عموما.
التصريف الذي كان من صعوبات الماضي، لا يزال مصدر قلق وإن كان أقل مما كان يحدث في السابق، إلا أن أجهزة التعامل مع الطوارئ كانت مستعدة في عدد من المدن المحافظات بما ضمن تقليل الآثار لأكبر قدر ممكن من المستخدمين في الطرق داخل وخارج المدن.
كما أن المغامرات والمخالفات لا تزال تميز كثيرا ممن لم يتعلموا الدروس من مصائب من سبقهم، ولقوة السيل والكميات الهائلة من المياه التي كان يحملها، شاهدنا شاحنات تقع في فخ السحب غير الإرادي من السيل في غير مكان.
استبشار الناس بهذه الأمطار ومتابعتها المستمرة هي ميزة الثقافة المجتمعية في بلادنا بسبب ندرة الحالات المطرية الكثيفة، وإن كان البعض قد أسرفوا في الاحتفال بهذه الأمطار إلا أن الأغلبية حاولوا أن يحترموا قوة المطر وما يمكن أن يؤدي تحديه إليه، وعادت كثير من النقاشات حول عودة الجزيرة أنهارا وبحيرات كما هو في الأثر. وهذا يحدث دائما عندما تزهر الأرض وتمطر السماء فيتبعها الأمل، والأمل حق مكفول للجميع، لكن مسارات التغيير المناخي طويلة الأمد ومن الصعب حصرها في أعوام أو عقود حتى.
المهم في هذه الفترة هو الاستمتاع بما حبانا الله، وأن نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تعد وأن نري الله من أنفسنا ما يحب ونحن مقبلون على شهر الخير، شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يهله علينا بالأمن والإيمان وطاعة الرحمن.

إنشرها