الطاقة- الغاز

«المفوضية الأوروبية»: توحيد الجهود في تنويع مصادر الغاز ساعدنا على مقاومة الابتزاز

«المفوضية الأوروبية»: توحيد الجهود في تنويع مصادر الغاز ساعدنا على مقاومة الابتزاز

قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إن أسعار الغاز في أوروبا تراجعت بعدما تبنى الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه تدابير مشتركة لتحسين الأوضاع، بعدما قفزت الأسعار العام الماضي.
وأضافت خلال زيارة لمنصة غاز في بحر الشمال، "في اللحظة التي وحدنا فيها الجهود لتنويع مصادر الإمدادات بعيدا عن روسيا، انخفضت أسعار الغاز".
وزادت النرويج صادراتها من الغاز إلى أوروبا، بعد أن قلص الرئيس الروسي ، فلاديمير بوتين إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بواقع 80 في المائة، ردا على دعم التكتل لأوكرانيا، في أعقاب الحرب الروسية.
وذكرت فون دير لاين، "هذا ساعدنا حقا، خلال الشتاء، نحن ممتنون لذلك". وقالت فون دير لاين إن جهود النرويج "ساعدتنا على مقاومة الابتزاز". ويعد حقل "ترول" للغاز، الذي يحتوي على نحو 40 في المائة، من احتياطي الغاز النرويجي، دعامة رئيسة لإنتاج الغاز الطبيعي في النرويج.
بدوره، شدد ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ورئيسة المفوضية الأوروبية، على أهمية صادرات الغاز النرويجية والحفاظ عليها آمنة، خلال الزيارة، وفقا لـ"الفرنسية".
وقال ستولتنبرج إن الناتو زاد وجوده في بحر الشمال وبحر البلطيق وأماكن أخرى، متحدثا عن أكبر منصة للتنقيب عن الغاز في العالم، في بحر الشمال، ومشيرا إلى السفن والطائرات من الناتو، التي تحرس الموقع.
وبعد تفجير خطي أنابيب "نورد ستريم1" و"نورد ستريم2" في بحر البلطيق العام الماضي، كثف الاتحاد الأوروبي والناتو جهود حماية البنية التحتية الحيوية.
وقال ستولتنبرج، "في عالم أكثر خطورة وفي عالم لا يمكن التنبؤ به، من المهم للغاية أن نقف معا ونضمن تلك الأنواع من البنية التحتية المهمة للغاية لاقتصادنا ولحياتنا اليومية وأيضا لأمننا".
وأضاف ستولتنبرج أن "الوجود العسكري مهم نظرا لأنه يرسل رسالة واضحة للرد، ونظرا لأنه لا يمكن لأي شخص أن يوجد في كل مكان في الوقت نفسه، لحماية آلاف الكيلومترات من خطوط الأنابيب تحت البحر، فإن الردع أمر مهم".
من جهة أخرى، انتقد جابريل فيلبيرماير الخبير الاقتصادي النمساوي، الخطط الأوروبية للتخلي التام عن الغاز الروسي.
وقال فيلبيرماير رئيس المعهد النمساوي للبحوث الاقتصادية (دابليو آي إف أو) في تصريحات صحافية أمس، إن التخلي التام يوفر تبعيات جديدة، وفقا لـ"الألمانية".
وأضاف الخبير، الذي ترأس معهد "كيل" الألماني للاقتصاد العالمي من 2019 حتى 2021 "يجب أن تكون هناك محفظة مختلطة معينة في عالم ما بعد الحرب المأمول لاحقا، دون أن يقتصر الأمر فقط على الغاز الأمريكي المسال".
وذكر فيلبيرماير أنه من الواضح أن النمسا، التي لا تزال تتلقى الغاز الروسي على عكس ألمانيا، تراهن على عامل الوقت وانتهاء الحرب على المدى المتوسط، وقال، "يأمل كثيرون أن تنتهي حرب أوكرانيا بحلول 2027، وأن يتم الاتفاق على وضع عيش مشترك جديد".
ويعتقد الباحث أنه من الخطأ افتراض أن النمسا تعتمد على الغاز الروسي، نظرا لارتفاع حصتها من الواردات، وقال، "في صيف 2022 أثبتت البلاد أنها تستطيع ملء مرافق التخزين بدون الغاز الروسي".
وفي يناير الماضي كان الغاز الروسي يشكل نحو 50 في المائة من إجمالي واردات الغاز النمساوية، وقال فيلبيرماير، "ما لا نريده جميعا هو أن يربح الكرملين كثيرا من النقد الأجنبي من مبيعات الغاز". وأوضح أنه لذلك لا يزال يؤيد فرض رسوم جمركية على استيراد الغاز الروسي، التي من شأنها أن تجعل الغاز الروسي أقل جاذبية لإبرام عقود جديدة مع موسكو.
وفي ضوء مرافق تخزين الغاز المملوءة جيدا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي - في النمسا لا تزال مرافق التخزين ممتلئة بنسبة 67 في المائة (في مارس 2022 كانت تبلغ نسبتها 12 في المائة فقط) - لا يرى فيلبيرماير خطورة تهدد بارتفاع سريع في أسعار الغاز.
وأشار إلى أن مستوى السعر حاليا هو ضعف ما كان عليه قبل حرب أوكرانيا، إذ إن السعر لا يمكن أن ينخفض أكثر من ذلك بكثير، لكنه لن يقفز أي قفزات مماثلة لتلك التي حدثت في 2022.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز