يوم التأسيس .. امتداد أصيل للحفاظ على الهوية الوطنية
يأتي يوم التأسيس كامتداد أصيل يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي عهده، في الحفاظ على الهوية الوطنية أولا، وتاريخ الجزيرة العربية ثانيا. وما يوليانه من عناية فائقة بالمصادر التاريخية الحقيقية والموثوقة، لاستحضار تاريخ الدولة السعودية الأولى التي أسست قبل ثلاثة قرون في 22-2-1727، بعدما تولى الحكم الإمام محمد بن سعود في الدرعية، وتكوين وحدة سياسية على أرض شبه الجزيرة العربية، ضمن عديد من الكيانات السياسية الصغيرة التي كانت توجد في إقليم نجد.
وأسهمت الوحدة السياسية تحت مظلة الدولة السعودية الأولى في إحداث نظام اقتصادي قائم على الشريعة الإسلامية كان له بالغ الأثر في سكان المناطق التي انضمت لها ونظمت أمورها الاقتصادية والمالية.
كما نجحت في إقامة مجتمع مترابط اجتماعيا طيلة فترة سيادتها، حيث شجع حكام الدولة السعودية الأولى العلم والعلماء، وإحياء العلوم الشرعية.
وفي 1818، سقطت الدولة السعودية الأولى على يد قوات مصر العثمانية بقيادة إبراهيم محمد علي باشا، حتى تمكن الأمير تركي بن عبدالله في 1824، من إقامة الدولة السعودية الثانية، واتخذ الرياض عاصمة لها بدلا من الدرعية، وكان نظام الحكم مشابها للدولة السعودية الأولى، فهي قائمة على الدعوة الإصلاحية، وتسير على الشرع متخذة القرآن الكريم والسنة دستور حياة، وتوافق ما أفتى به الأئمة الأربعة بالإجماع، وتسير على الأنظمة الإسلامية وتراعي مبادئ الشورى.
وفي 1891، سقطت الدولة السعودية الثانية بسبب التآكل والتصدع نتيجة عوامل داخلية، حتى تمكن الملك عبدالعزيز من استعادة مدينة الرياض ليؤسس الدولة السعودية الحديثة والمعاصرة "الدولة السعودية الثالثة" بدءا من استرداده العاصمة الرياض في 1902، ليسطر صفحة من تاريخ السعودية المشرق بأحرف من ذهب، ويبدأ في إرساء أركان الدولة السعودية الثالثة.
وعرفت الدولة السعودية الثالثة بداية عهدها باسم إمارة الرياض وبعد ضم الأحساء سميت إمارة نجد والأحساء وتمكنت الإمارة من التوسع حتى استطاعت في 1921 من السيطرة على كامل أراضي نجد بعد إسقاط إمارة حائل المنافسة، وأصبحت إمارة نجد والأحساء تعرف باسم سلطنة نجد، ومن ثم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، واستمر الاسم قائما حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية في 1932.
وبعد ثلاثة عقود من العمل المستمر والكفاح، صدر أمر ملكي في 19 أيلول (سبتمبر) 1932 للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم "المملكة العربية السعودية"، اعتبارا من الخميس 23 أيلول (سبتمبر) 1932 ميلادي.
وجاء هذا الإعلان تتويجا لجهود الملك عبدالعزيز الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، لتصبح دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
واستمر أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي عهده، حيث تتبوأ المملكة مكانة إقليمية ودولية، وثقة عالمية متينة، وتشهد إنجازات في مختلف المجالات.