الملح في السكر
ليس جديدا أن تقليل الملح والسكر أمر صحي، وتتجه كثير من الدول الحريصة على صحة الأجيال ومنها المملكة إلى إعادة النظر في الأبيضين، وكان آخر إعلان قرأته هو إعلان السلطات الأمريكية، قواعد جديدة للوجبات المدرسية، بينها الإقلال من الملح والسكر، بهدف جعل هذه الوجبات التي يتناولها ملايين الأطفال صحية أكثر.
كلاهما الملح والسكر يرفعان نسبة السمنة وأمراض أخرى، فالسكر يزيد الوزن، والملح يرفع الضغط ويسبب إدمان الوجبات التي تشترى من خارج المنزل، والتي تحافظ على مستويات عالية منه تخلط في الأغلب مع منكهات أخرى الله أعلم بها.
أخيرا اشتريت قطعة من أحد أنواع الحلوى أو "الحلا" من أحد المقاهي، نوع كلاسيكي أعرفه ويعرفه الجميع، لاحظت أن في طعمه ملوحة زائدة، سألت الشاب فأخبرني أنها الموضة حاليا، حيث يضاف الملح إلى كثير من الحلويات تحت مسمى "سولتيد" أي مملح، فيصبح هناك الكاكاو المملح، والكراميل المملح إلى آخر القائمة.
مرضى الضغط شفاهم الله يهمهم كثيرا نسب أو كميات الملح في كل ما يتناولون، وهو اهتمام ينبغي أن ينسحب على الجميع، لكنه في حالتهم أهم كثيرا، ولعل ما يحدث اليوم من إضافة الملح إلى كل شيء تقريبا يستدعي تدخل أكثر من جهة.
لا أفترض أو أطلب منع الناس مما يهوون، لكن لدينا تجربة مهمة عندما تم إلزام كل من يبيع طعاما أو مشروبا أو حلويات أن يضع كمية السعرات الحرارية لمنتجه أمام الجميع، فهل يمكن أيضا إجبار محال الحلويات والمطاعم على ذكر أن منتجهم يحتوي الملح، خاصة عندما نتحدث عن شيء لا نتوقع وجود الملح فيه.
الأمر ذاته ينسحب على الخلطات أو ما يسمى "الصوص"، فكل مطعم لديه خلطته الخاصة، ومعظمها تحوي الملح إضافة إلى أشياء أخرى لا نعرف ما هي وهل تناسب جميع الأوضاع الصحية أو نوعيات الحساسية التي لدى البعض.
كثير من الحلويات والمعجنات في المقاهي التي أصبحت جزءا من حياة الناس وأصبح الأكل فيها من يوميات الشباب، لا تكتب مكوناتها عليها، بل أيضا لا تكتب مصادرها، وأحسب أنه لا بد من ذكر مكونات هذه المنتجات والخلطات في المطاعم للناس، وأحسب أن الرقابة من الجهات المختصة يجب أن تلتفت إلى هذه التفاصيل الصغيرة، لأنها جزء مؤثر في الصحة العامة للناس.
نحتاج إلى الحد من السكريات والملح التي تضاف إلى ما لا يفترض أن تضاف إليه، فلندع الحلو والمالح في حالهما ونحترم فردانيتهما واستقلاليتهما.