القيادة الناعمة

تبرز أهمية العنصر البشري في إدارة التغيير بشكل جوهري لكونها تؤثر في الولاء الوظيفي وإشباع الحاجات عبر توفير مناخ تنظيمي مناسب يسهم في رفع الأداء والالتزام بالعمل، ما يحقق أهداف المنظمات. فهل هناك أسلوب قيادي يساعد على عملية إدارة التغيير؟
من الوهلة الأولى قد يفسر القارئ الكريم أن عنوان المقال يدل على الحنان والضعف والاستسلام في القيادة وهذا غير صحيح إطلاقا. فالقيادة الناعمة أصبحت مطلبا ضروريا للتغلب على بعض أساليب القيادة الكلاسيكية، فهي قيادة حازمة تعتمد على التواصل الإيجابي بين العاملين ومزيج من القيادة الشجاعة وقيادة الفكر والقيادة الفاعلة والخادمة.
تعتمد القيادة الناعمة على ثلاثة مرتكزات رئيسة وهي الرؤية والذكاء العاطفي والتواصل. فالتأثير في العاملين من خلال تحفيزهم ومواءمة طاقاتهم وجهودهم يعزز الولاء الوظيفي والالتزام التنظيمي في بناء روح التعاون. بمعنى أن القيادة الخادمة لها صلة كبيرة بشخصية الإنسان وسلوكه وتصرفاته وقدراته على التأثير في سلوك الأفراد بشكل إيجابي.
لا يمكن أن تمر إدارة التغيير دون وجود القيادة الناعمة التي تلهم وتحفز العاملين بعيدا عن التعالي والغرور والصرامة، وهذا ما يميز هذا النوع من القيادة الذي يعمل على فهم وإدارة مشاعر الآخرين بتواضع وأخلاق عالية وبوجود رؤية واستراتيجية واضحة من خلال فهم واستيعاب أدوات التواصل الفاعل بكفاءة وفاعلية.
إن استخدام أسلوب المرونة في العمل يجعل تحقيق الأهداف أقل خطورة وأكثر تفاعلا وأفضل تعاونا عبر تسخير القدرات العاطفية والعقلية في التعامل مع المرؤوسين. بالمختصر ظروف المنظمات اختلفت والتقنية تداخلت والإجراءات تعقدت، لكن يظل الجانب الإنساني مفتاحا لكثير من الأمور المعقدة في مسألة القيادة وإدارة التغيير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي