فوائد "التشجير" تتجاوز حماية البيئة إلى التنويع الاقتصادي
لا تقتصر انعكاسات التشجير على الجانب البيئي لكنها تحمل ضمن إطارها العام العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي جعل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي معززا للتنوع الاقتصادي من خلال الشراكات التي عقدها مع المجتمعات المحلية والقطاع الخاص لدعم تنمية الغطاء النباتي والأنشطة الاقتصادية المرتبطة به.
وقاد المركز العديد من المبادرات التي أدت لتوقيع مذكرات مع العديد من الجمعيات البيئية في مختلف أرجاء المملكة، والتي تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتوفير خدمات الحماية والتشجير والرعاية، والمساهمة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيئة، ومبادرة السعودية الخضراء بالوصول إلى التنمية المستدامة التي تعزز جودة الحياة.
فقد وقع المركز خلال العام الجاري 13 مذكرة تفاهم مع عدد من الجهات غير الربحية والجهات الحكومية بهدف تنمية مواقع الغطاء النباتي ورعايتها والمحافظة عليها وإعادة تأهيلها، والتي شملت كلا من: رماح الخضراء برماح، والصمان الخضراء بحفر الباطن، وأصدقاء البيئة بالزلفي، والمسؤولية المجتمعية بالرياض، وجمعية البيئة بالمدينة المنورة، وأملج الخضراء بأملج، والمحافظة على الأشجار والمتنزهات بالدوادمي، والبيئة ومكافحة التصحر بالرياض، والجمعية التعاونية لنبات اليسر والنباتات الصحراوية، أمان البيئية بعرعر، وكذلك رابطة رواد الكشافة السعودية، إضافة إلى جمعية حماية البيئة بحفر الباطن والمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الباحة.
وأدت جهود المركز إلى نثر عشرة أطنان من البذور في 11 منطقة حول المملكة خلال ثلاثة أشهر بالتزامن مع انطلاق الموسم الأول من حملة "لنجعلها خضراء" 2021، التي شملت ثمانية أنواع هي: الرغل والسدر والفرس والروثة والعرفج والغاف الخليجي والرمث والضمران، كما شرع المركز مع هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية في إجراءات تسليم مشروع التشجير بروضة التنهات في المحمية إلى الجمعية التعاونية لنبات اليسر والنباتات الصحراوية؛ لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع عبر زراعة 100 ألف شجرة محلية باستخدام المياه المعالجة، إضافة إلى أعمال التسييج وتوفير الرعاية.
وعلى صعيد التشجير والتوسع في زيادة المسطحات الخضراء ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، وقع المركز ثمانية عقود لإنتاج 19 مليون شتلة، تضمنت 30 نوعا من الأشجار والشجيرات البرية في 15 موقعا، توزعت على مناطق مختلفة حول المملكة، كما وقع عقدا لمدة ثلاثة أعوام مع إحدى الشركات الوطنية لتنفيذ مشروع تشجير وتسييج متنزه معيلة في منطقة الحدود الشمالية بزراعة آلاف الأشجار المحلية، وكذلك عقدا لتشجير متنزه "البيضاء الوطني" بمنطقة المدينة المنورة لزراعة 300 ألف شجرة محلية، إضافة إلى خدمات ما بعد الزراعة بالري بالمياه المعالجة وتوفير الرعاية والمتابعة للأشجار وأعمال التسييج.
ولإسهاماته المؤثرة ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني أطلق المركز مشروع أعمال مبادرة تطوير القدرة على الاستعداد للجفاف والتخفيف من حدته في المملكة، كما بدأ في مشروع الإدارة المتكاملة والتنمية المستدامة للمراعي، ووقع أربعة عقود لعدد من المشروعات، التي تستهدف تنمية المراعي الطبيعية في المملكة وحمايتها وإعادة تأهيل المتدهور منها، وذلك ضمن مبادرة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمراعي "إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني"، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث تتضمن المشروعات العديد من الأعمال القائمة على التأهيل والحماية والرعاية والتسييج والدراسات والإنشاء في جميع مناطق المملكة.