«ثعلب الصندوق» .. أعظم من مارس الكرة
كان أسطورة كرة القدم البرازيلية الراحل بيليه بمنزلة "الثعلب" داخل "الصندوق" (منطقة الجزاء)، وقد تفوق في كم الأهداف التي أحرزها عبر مسيرته، وفي جودتها، وخلف سجلا مذهلا جعله ضمن أعظم من مارس كرة القدم.
ومن اللقطات المصورة النادرة لبيليه خلال ذروة تألقه كلاعب، واحدة تظهر مدى براعة اللاعب الذي لمع نجمه منذ كان مراهقا في أواخر الخمسينيات وحافظ على بريقه في الساحة العالمية لنحو 15 عاما، حيث أظهرت مهارة بيليه في التقدم الهجومي وحسم الهجمات.
وذاع صيت بيليه عالميا مثل فرقة الروك البريطانية "البيتلز"، والملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، وشكل نبأ وفاته الخميس عن عمر 82 عاما هزة قوية في عالم الرياضة، وكرة القدم على نحو خاص.
وتحدث من رأوا بيليه في الملاعب أنه ارتقى بكرة القدم إلى مستويات جديدة، وتسبب في آلام لخطوط دفاع الفرق المنافسة، حيث واصل تحقيق رقم قياسي تلو الآخر خلال مسيرته الاحترافية.
وفي حقبة ما قبل بزوغ ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، كان الجدل الدائر بشأن صاحب الإرث الأعظم في تاريخ كرة القدم يقتصر على لاعبين فقط.. بيليه ودييجو مارادونا.
وما زال بيليه، الهداف البارز صاحب الإنجاز الأبرز، إذ إنه اللاعب الوحيد الذي نال لقب كأس العالم ثلاث مرات في 1958 و1962 و1970، ووضع مدينة سانتوس الصغيرة على الخريطة.
وعلى الجانب الآخر، قاد مارادونا، الذي توفي عن 60 عاما في 2020، الأرجنتين إلى لقب كأس العالم 1986، بما يمكن اعتباره الأداء الأكثر تأثيرا على الإطلاق في بطولة كبرى، ثم ارتقى بنابولي إلى مكانة لا سابق لها للفريق في إيطاليا وأوروبا.
وانقسم عالم كرة القدم حول صاحب الإرث الأعظم، وكانت هناك حالة من الغضب واسع النطاق عند الإعلان عن فوز مارادونا بلقب لاعب القرن الـ20 في استطلاع للرأي في موقع الاتحاد الدولي (الفيفا)، إذ شعر كثيرون بأن مسيرة بيليه التي سبقت عصر الإنترنت جعلت الشبان يجحفون بحقه.
وأجرى الفيفا استطلاعا داخليا صوتت فيه "عائلة كرة القدم"، وفاز به بيليه، ليتقاسم اللاعبان المجد.
وكتب الفيفا في ذلك الوقت "بيليه، المهاجم الذي كانت منطقة الجزاء مصدر نفوذه، اللاعب الذي استمتع بتسجيل الأهداف، وأصبح وزيرا للرياضة وهو الأكثر ملاءمة لنموذج الشخصية الهادئة.