دروس المونديال الإدارية

تعد ثقافة الاحتفال بالإنجازات الصغيرة وتحديدا في البدايات - على المستوى العام والإداري خاصة - أمرا في غاية الأهمية لمواصلة الحماس والشغف من أجل تحقيق الأهداف الكبرى وهذا مطلب ضروري، لكن المبالغة والتضخيم وكأن إنجازات البدايات هو محصلة النهايات قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
احتفلت الأرجنتين أمس الأول بتحقيق كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها بعد معركة شرسة مع الديوك الفرنسيين. ومن الصدف أن الفريق الوحيد الذي انتصر على الأرجنتين هو المنتخب السعودي في بداية المونديال. انتصرنا واحتفلنا كثيرا وبالغنا أكثر ولم نركز على ما بعد الفوز في بدايات البطولة، وقد يكون هذا سببا في خروجنا المبكر.
رغم أنها كانت ضربة قاسية ومحبطة للمنتخب الأرجنتيني وجماهيره، إلا أنها في الوقت نفسه كانت جرعة مكثفة من إعادة ترتيب الأمور والتركيز. وهذا ما قاله ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين، إن الهزيمة من السعودية في المباراة الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم كانت نقطة التحول، حيث شجعت على التعافي والفوز بخمس مباريات متتالية والوصول إلى النهائي.
ينطبق على الأرجنتين ما ينطبق في عالم الإدارة. فالتعثر في البدايات قد يكون مصدر إلهام لإعادة التركيز لتجاوز التحديات. فقد قيل قديما إن الناجح يرى فرصة في كل صعوبة، بينما يرى الفاشل صعوبة في كل فرصة، وهذه حكمة عميقة جدا تجعل من الإخفاق الذي يأتي مبكرا، منبع تفاؤل وحماس.
لا يمكن أن يمر القائد بتجربة ثرية دون أن يتجاوز بوابة الفشل. وهذا أهم درس يتعلمه القادة عندما يتعرضون لأول موجة تلخبط أوراقهم، بل من النادر جدا أن تجد قائدا لم يشم رائحة الفشل في بداياته. بالمختصر القائد الحقيقي هو من يحول سيرة التعثر إلى قصة نجاح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي