default Author

السرير القاتل

|

سريرك، ملاذك الآمن وحضنك الدافئ إذا ضاقت بك الدنيا ومكان راحتك الذي تقضي فيه أكثر من ثلث عمرك، قد ينقلب عليك في لحظة ويكون سببا في القضاء عليك وإنهاء حياتك!
أنت لا ترى من يعيش فوقه ويشاركك فراشك بعينك المجردة، لذا تعتقد جدلا أنه نظيف وآمن، ولا تدري أن فراشك الوثير بملاءته ومخداته الناعمة وألحفته الرقيقة، لا يستغرق وقتا طويلا حتى يتحول من صديق ودود إلى عدو لدود، حيث يصبح مصدرا غنيا بمسببات الأمراض، ممهدا الطريق لتفشي الأمراض المميتة.
وربطت الدراسات الفراش المتسخ بتطور أمراض خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الزائدة الدودية والسيلان، فخلايا الجلد الميتة المنتشرة على السرير ليلا تجذب ملايين الكائنات الدقيقة لتتغذى عليها، كما أن البكتيريا الموجودة في الجلد الميت والمتساقطة على الفراش تزدهر وتتكاثر وعندما تعود إلى الجلد يمكن أن تؤدي إلى التهاب جريبات الشعر، وهو مرض جلدي شائع يتسبب في إثارة الحكة والتقرحات.
وتفرز أجسامنا السوائل والزيوت كل ليلة أثناء النوم، وما يقارب 15 مليون خلية جلد ميتة، تتراكم على الملاءات ليتغذى عليها عث الغبار الذي ينشط ويتكاثر إلى مئات الآلاف من العناكب كلما تأخر غسل الفرش أو تغييره، ما قد يسبب الحساسية والربو والأكزيما واحمرار العين وحكة وسيلان الأنف وأعراضا أخرى شبيهة بالإنفلونزا.
وكشفت دراسة أجرتها إحدى أشهر شركات المراتب أن "الملاءات التي تركت دون تغيير لمدة أسبوع واحد احتوت على 24 ألف ضعف البكتيريا المتراكمة على مقبض باب الحمام"!
وأظهرت التجارب التي أجراها الدكتور تيرنو، أن "أغطية السرير تعد بيئة مثالية للجراثيم"، ففي الوسائد وحدها يمكن العثور على 16 نوعا منها، إضافة إلى ما يطرحه الجسم من عرق يصل إلى 26 جالونا "98 لترا" كل عام، وما ينتجه من إفرازات مختلفة أثناء النوم، إلى جانب ما تنقله الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح وغيرها. ويزداد الأمر سوءا إذا كان النائم مصابا بخدوش أو جروح!
كما أن أغطية الوسائد غير المغسولة التي تضع رأسك عليها بكل راحة وأمان قد تحتوي خلال أسبوع واحد على 39 ضعف البكتيريا الموجودة على أوعية طعام الحيوانات المنزلية، و17 ألف ضعف البكتيريا الموجودة على مقعد المرحاض. كما يمكن أن تتسبب الفرش المتسخة بآثار الزيوت والكريمات ومستحضرات التجميل في سد مسام البشرة والإصابة بالأكزيما وحب الشباب. وأكثر الأشخاص الذين يتسببون في تلويث أسرتهم هم المرضى، ومن ينامون عراة، ومن يذهبون إلى الفراش دون استحمام بعد التمرين أو البقاء في الخارج وقتا طويلا، حافظ على سريرك ليحافظ عليك!

إنشرها