ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا رسميا اليوم
ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا رسميا اليوم
أكد الكرملين أن روسيا ستضم رسميا أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواتها خلال حفل كبير سيقام في موسكو اليوم، بعدما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية للدفاع عن هذه المناطق.
تهديدات الرئيس الروسي لم تنجح في منع تقدم القوات الأوكرانية التي تشن حملة مضادة واسعة النطاق، تمكنت خلالها من إجبار الجنود الروس على التراجع في الشرق بينما تقترب أكثر فأكثر من مدينة ليمان التابعة لمنطقة دونيتسك والتي قصفتها قوات روسية لأسابيع قبل السيطرة عليها خلال الصيف.
وأفاد دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين الصحافيين بأن عملية الضم ستصبح رسمية خلال مراسم تقام في الكرملين. وأضاف أن الرئيس الروسي سيلقي خطابا "مهما" أثناء المناسبة.
وفي وقت لاحق، حمل بوتين الغرب مسؤولية النزاع في أوكرانيا وأشار إلى أن النزاعات التي تشهدها جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة هي نتيجة لانهياره.
ويقوم هذا الخطاب على تصريحه الشهير بأن انهيار الاتحاد السوفياتي كان مأساة، حيث أشار أخيرا إلى أن على موسكو توسيع نطاق نفوذها في المنطقة التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي.
وقال بوتين "يكفي النظر إلى ما يحصل حاليا بين روسيا وأوكرانيا وما يحصل عند حدود دول أخرى ضمن رابطة الدول المستقلة. كل ذلك بالطبع هو نتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي".
واجتمع زعماء المناطق الأربع المعينون من الكرملين في العاصمة الروسية أمس، بعد يوم على مناشدة السلطات الموالية لموسكو بوتين مباشرة ضم الأراضي إلى روسيا.
وجاءت طلباتهم إلى الكرملين، والتي صدرت بالتزامن تقريبا، بعدما أعلنت المناطق الأربع أن سكانها أيدوا بالإجماع الخطوة، في إطار استفتاءات نظمت على عجل واعتبرتها كييف والغرب غير قانونية ومزورة وباطلة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان أمس "تمثل استفتاءات الكرملين الصورية محاولة عقيمة للتغطية على ما يرقى إلى محاولة إضافية للاستيلاء على أراض في أوكرانيا".
بعد الاستفتاءات، اعتبرت أوكرانيا أن الرد الغربي الوحيد المناسب سيكون عبر فرض مزيد من العقوبات على روسيا وتزويد القوات الأوكرانية مزيدا من الأسلحة لتتمكن من مواصلة التقدم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا يمكن لأوكرانيا أن تتسامح مع أي محاولات روسية لانتزاع أي جزء من أرضنا".
ودعا الرئيس الأوكراني إلى اجتماع "عاجل" اليوم الجمعة لمجلس الأمن الوطني التابع لبلاده، وفق ما ذكر ناطق باسمه، بعدما أعلن الكرملين عن موعد الحفل.
وتشكل المناطق الأربع - خيرسون وزابوريجيا جنوبا، ودونيتسك ولوغانسك شرقا - ممرا بريا مهما بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وتمثل المناطق الخمس معا نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية فيما تستعيد القوات الحكومية مواقع عديدة منذ أسابيع.
وفي الجنوب، تستعيد القوات الأوكرانية مناطق قريبة من خيرسون بينما. ويتقدم الجيش الأوكراني خصوصا في منطقة خاركيف شرقا ويستعيد أراضي في دونيتسك، في حين يشير مراقبون عسكريون إلى أنه يقترب من استعادة ليمان.
وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك أليكسي نكونوروف للتلفزيون الرسمي إن "الجيش ينفذ محاولات متكررة لمحاصرة المدينة .. حاليا، تتمكن وحداتنا من صد الهجمات كافة".
وتواصل القوات الروسية قصفها على طول خط الجبهة في أوكرانيا. وقال مسؤولون في كييف أمس إن القصف الروسي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في منطقة دنيبروبيتروفسك وخمسة آخرين في دونيتسك بينما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص في منطقة خاركيف.
وإلى جانب تهديده باستخدام الأسلحة النووية، أعلن بوتين حشد مئات آلاف الروس لدعم قواته في أوكرانيا، ما أشعل تظاهرات ودفع الرجال للفرار إلى الخارج.
وغص معبر فاليما الحدودي الفنلندي بالقادمين الجدد. لكن هلسنكي أعلنت أنها ستغلق اعتبارا من منتصف الليل حدودها أمام الروس الحاملين لتأشيرات "شنجن".
وقال الروسي البالغ 49 عاما أندريه ستيبانوف لفرانس برس في تعليقه على القيود الروسية الجديدة "تمكنت من العبور للتو، لا أعرف كيف سيعبر الباقون. الأمر مؤسف".
وقوبل التحرك الروسي لضم الأراضي الأوكرانية بإعلان أمريكي عن حزمة مساعدات جديدة تشمل اسلحة وإمدادات تقدر قيمتها بـ1.1 مليار دولار، وتضم أنظمة صواريخ عالية الدقة وذخيرة ومدرعات ورادارات.
بدورها، أعلنت المفوضية الأوروبية عن عقوبات جديدة تستهدف صادرات روسية بقيمة سبعة مليارات يورو، كما وضعت سقفا لأسعار النفط، ووسعت قائمة منع السفر وتجميد الأصول.
ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس على مساعدة جديدة لأوكرانيا تتجاوز 12 مليار دولار، وذلك خلال تبنيه تمديدا للموازنة الاتحادية للولايات المتحدة حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ووافق أعضاء المجلس الديمقراطيون والجمهوريون على النص بعد الظهر، على أن يحال على مجلس النواب للتصويت عليه قبل نهاية الأسبوع.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "تصحيح الأخطاء" في التعبئة الجارية في روسيا مع تزايد الاستياء من الاستدعاءات الفوضوية للقتال في أوكرانيا.
وتحدثت وسائل الإعلام ومواطنون روس على مواقع التواصل الاجتماعي عن وصول استدعاءات لكبار سن وطلاب ومرضى وأشخاص يفتقرون إلى الخبرة العسكرية. كما أدت التعبئة إلى تظاهرات وهروب آلاف الرجال إلى الخارج.
وقال بوتين خلال اجتماع عبر الفيديو مع مجلس الأمن الروسي بثه التلفزيون المحلي، "هذه التعبئة تثير العديد من الأسئلة. علينا تصحيح جميع الأخطاء والتأكد من عدم تكرارها".
وأشار الرئيس الروسي إلى استدعاء آباء عائلات كبيرة وأشخاص يعانون أمراضا خطرة حتى أشخاص كبار السن يجب عدم استدعائهم بموجب القانون.