لا أشجع نادي الهلال!
قبل أيام نشر هذا العنوان عن نادي الهلال السعودي، "بلغت الإيرادات 706.9 مليون ريال، والمصروفات 640 مليون ريال، وبفائض بلغ 66.9 مليون ريال"، نشر في الصفحات الرياضية عقب اجتماع الجمعية العمومية وقريبا سيتم نشره مع بقية الأندية التي تفعل المثل في الصفحات الاقتصادية، لأنها أخبار للمستثمرين الحاليين والمستقبليين في قطاع الرياضة.
قبل ذلك بيوم أعلن النادي مع شركة جاهز الدولية لتقنية نظم المعلومات، إنشاء شركة "التطبيق الأزرق" التي ستعمل في مجال عرض وتسويق وبيع المنتجات المختلفة التي تحمل علامات وأسماء تجارية مختلفة وتقديم الخدمات عبر الإنترنت، ومن الواضح أن المقصود منتجات النادي التي تحمل شعاره بالدرجة الأولى.
الأصدقاء المتابعون للشأن الرياضي أفادوني بأن الشركة الجديدة ستقدم بعض الخدمات المدفوعة مثل نقل أي كأس إلى موقع العميل للتصوير معه أو الاحتفاء به لبضع ساعات بمقابل مالي محدد، ومثل بيع قمصان موقعة من نجوم الفريق وتوصيلها إلى العملاء، وغير ذلك كثير.
ما حدث نقلة فكرية في الإدارة الاستثمارية للنادي، وهو يعبر عن الاستعداد للدخول في المنافسة على جذب المستثمرين وتحقيق عوائد لهم وأيضا الاستعداد الهيكلي والتنظيمي للتخصيص القريب، وربما الإدراج في السوق في مراحل مقبلة، ولعل المتابعين لحفل إطلاق الهوية الجديدة لاحظوا أيضا إقامة مزاد عاد ريعه إلى المؤسسة الخيرية التابعة للنادي، أي أن هناك قاعدة جاهزة للمسؤولية الاجتماعية.
على المستوى الاتصالي أرى أن الشعار الجديد للنادي كان صعب الفهم والتحليل، وفي مجال الاتصال المؤسسي والتسويق يجب أن يكون الشعار لا يحتاج إلى كثير من الجهد للشرح، وهذا الشعار يرمز لحرفي هـ وH باللغتين العربية والإنجليزية لكن للوهلة الأولى تظهر أشكال أخرى مثل الرقم 44 أو خمسة أو حرف S.
الاستثمار في المجال الرياضي من ضمن أكثر الاستثمارات ربحية في الدول، خاصة عند فهم المعنى الحقيقي للاستثمار، خاصة في مجال كرة القدم، فقد حدثت فيها تغيرات نوعية، وتوسعت آفاقها التسويقية والاتصالية بشكل لافت.
لعل الحراك الاستثماري الرياضي يسارع الخطوات ليواكب التطلعات التي أتت بها رؤية المملكة للقطاع الرياضي ضمن الاستراتيجية التنموية الوطنية العامة، ولعل التنافس الاستثماري والإبداع الإداري يزداد بين الأندية التي يمكنها الوصول إلى الاستقلالية المالية والربحية إذا أحسنت التخطيط والتنفيذ.
أنا لست من مشجعي نادي الهلال لكنني أشجع بقوة ما يفعله النادي على المستوى الاقتصادي، وأسجل إعجابي بفكره الاستثماري وشراكاته مع المتخصصين في القطاع الخاص، وعزمه الواضح على تحقيق الحوكمة والإفصاح والشفافية.