ضغوط على أسعار النفط .. انكماش أمريكي لربعين متتاليين وبيانات ضعيفة للمصانع في آسيا

ضغوط على أسعار النفط .. انكماش أمريكي لربعين متتاليين وبيانات ضعيفة للمصانع في آسيا
ارتفاع الدولار هو عامل هبوطي نموذجي آخر للنفط الخام.

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري جراء مخاوف الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم بتأثيرها السلبي، وذلك مقابل توقعات تأثر الإمدادات النفطية بالأزمة في روسيا، حيث تراجع خام برنت بنحو 11 في المائة، كما تراجع خام تكساس بنحو 8 في المائة، على أساس أسبوعي.
وأوضحوا لـ"الاقتصادية" أن السوق النفطية شهدت تراجعا في الأسعار بشكل لافت ، خاصة خلال الأسبوع الماضي مع هبوط خام غرب تكساس الوسيط عن الأسعار التي كانت قريبة من 105 دولارات للبرميل.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش أيه لخدمات الطاقة: إن الضغوط الهبوطية على أسعار النفط مستمرة وتقود إلى مزيد من التقلبات بسبب توقعات أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد أكثر للسياسة النقدية ، ما يحد من الطلب على النفط الخام.
وأوضح أن ارتفاع الدولار هو عامل هبوطي نموذجي آخر للنفط الخام، حيث أصبح النفط الخام المسعر بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب، كما أن الطلب على البنزين يتراجع بشكل غير طبيعي للغاية بالنسبة لهذا الوقت من العام في ظل موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، لافتا إلى تأكيد بنك "ستاندرد تشارترد" أن موسم القيادة في الولايات المتحدة لم يتحقق بالشكل الطبيعي أو بحسب التوقعات المسبقة حيث تم رصد انخفاض كبير في الطلب في شهري يونيو ويوليو، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في الطلب خلال الشهر الجاري.
من جانبه، ذكر دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن الطلب على النفط الخام شهد تراجعات نسبية جراء احتدام التضخم ولجوء المستهلكين إلى ترشيد القيادة على الطرق، لافتا إلى انخفاض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 7.6 في المائة على مدار العام.
وأشار إلى تقارير دولية ترى أنه من الممكن أن يكون موسم القيادة هذا العام أسوأ بالنسبة للطلب على البنزين مقارنة بإغلاق صيف 2020، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت في الأسبوع الماضي إلى مستويات لم تشهدها السوق منذ فبراير الماضي قبل الحرب في أوكرانيا، حيث غذت المخاوف الاقتصادية العالمية والطلب الفعلي المنخفض وتقرير المخزون الهبوطي حالة تراجع الأسعار.
من جانبه، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن التقلبات السعرية ستستمر في الأسبوع الجاري، حيث تستمر حالة شح المعروض النفطي رغم إعلان مجموعة "أوبك +" زيادة الإنتاج لسبتمبر، بينما أشارت التقارير الاقتصادية الأمريكية إلى انكماش الاقتصاد لربعين متتاليين، كما صدرت مزيد من الأخبار الاقتصادية السلبية من الصين واليابان في شكل بيانات ضعيفة من المصانع، بينما ذكرت إدارة معلومات الطاقة أن الطلب على البنزين الأسبوع الماضي كان أقل 9 في المائة مما كان عليه قبل عام في هذا الوقت.
وأضاف أن هناك إجماعا واسعا في السوق منذ شهور على أن مستويات الإنتاج المستهدفة للنفط تواجه صعوبات الاستثمار وغياب الاستقرار في بعض الدول المنتجة، مشيرا إلى توقعات اثنين من كبار منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة، وهما "إكسون موبيل" و"شيفرون" زيادات كبيرة في الإنتاج في العام المقبل.
وأضاف إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن حالة عدم اليقين المستمرة بقوة في السوق النفطية تؤدي إلى صعوبة توقع مسار الأسعار وتعني مزيدا من التذبذبات والتقلبات، حيث سلطت وكالة معلومات الطاقة الضوء على أن ارتفاع حالة عدم اليقين جراء عوامل عدة في مقدمتها تصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا.
ولفتت إلى احتمال أن يكون النشاط الاقتصادي أقل قوة مما هو مفترض في التوقعات المسبقة، ما يمكن أن يؤدي إلى تسجيل استهلاك طاقة أقل من المتوقع، موضحة أن العوامل التي تثير عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة تشمل كيفية تأثير العقوبات في إنتاج النفط الروسي، إضافة إلى قرارات الإنتاج في "أوبك +" المحتملة في الفترة المقبلة، إلى جانب ترقب معدل زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف الجمعة مرتدة من أدنى مستوياتها منذ فبراير الماضي، حيث قوبلت المخاوف بشأن نقص الإمدادات بالتراجع المتوقع في الطلب على الوقود.
وأنهت العقود الآجلة لخام برنت اليوم مرتفعة 0.85 في المائة، عند 94.92 دولار للبرميل، واستقر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على ارتفاع 0.53 في المائة، عند 89.01 دولار للبرميل.
وتصاعدت مخاوف الركود منذ تحذير بنك إنجلترا الخميس من فترة ركود طويلة بعد أن رفع أسعار الفائدة بأكبر قدر منذ 1995. وخلال هذا الأسبوع، اتفقت مجموعة "أوبك +" على زيادة هدفها لإنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا في سبتمبر، لكن هذه كانت واحدة من أصغر الزيادات منذ إدخال مثل هذه الحصص في 1982، بحسب بيانات "أوبك".
ومن المتوقع أن تتصاعد مخاوف الإمدادات مع اقتراب فصل الشتاء، حيث من المقرر أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تحظر الواردات البحرية من الخام والمنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر.
من جانب آخر، ذكر تقرير شركة بيكرز هيوز الدولي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 3 هذا الأسبوع، حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 764 هذا الأسبوع - 273 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
ولفت إلى انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 7 هذا الأسبوع إلى 598، حيث ارتفعت منصات الغاز بمقدار 4 لتصل إلى 161، واستقر عدد الحفارات المتنوعة عند 5، وانخفض عدد الحفارات في حوض بيرميان من 4 إلى 347 هذا الأسبوع. بقيت الحفارات في إيجل فورد على حالها عند 72، لافتا إلى أن حفارات النفط والغاز في بيرميان سجلت أعلى بـ104 من حيث كانت هذه المرة من العام الماضي.
ونوه التقرير إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله عند 12.1 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 29 يوليو، وفقا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة.

الأكثر قراءة