منشآت بلا سياسات

يشكل رأس المال البشري العمود الفقري للمنشآت مهما كانت فئتها حكومية أم خاصة، كونها الركيزة الأساسية التي تقود عجلة التنمية والاقتصاد. ورغم أهمية الاستقطاب والحفاظ على الكفاءات، إلا أن هناك منشآت تقود الفشل بسبب غياب السياسات والإجراءات.
في بعض الأحيان ـ وربما في الأغلب ـ تغفل المنشآت الصغيرة وأيضا الكبيرة حتى على مستوى الهيئات والوزارات عن وضع السياسات والإجراءات دون مبرر. ورغم أن المهمة بسيطة وسهلة، إلا أن لها القدرة على توفير الوقت والمال بل كسب الموظفين من اليوم الأول.
حكى لي صديق أنه تعين في منشأة كبيرة جدا، ولما جاء في اليوم الأول لم يعرف أين يذهب. فجلس أمام مكتب المسؤول بضع ساعات، وبعدها خرج له سكرتير المسؤول قائلا، "ليش جالس في الممر! اذهب إلى مكتبك"، وهو يشير بيده إلى آخر الممر؟ طبعا ذهب صديقي وسلم على من يعملون معه وهم لا يعرفونه! هل تصدقون أنه عندما سأل عن سياسات وإجراءات العمل قالوا له، ما عندنا؟
إن وضع السياسات مكتوبة ومطبوعة وفيها التعليمات الخاصة بكيفية إنجاز المهام يسهم في انسجام الموظف بسهولة ومرونة عالية. وهذا متوافر في الشركات المحترفة التي تضع خطة اليوم الأول لكل موظف. هذه الخطة تبدأ من التأهيل Onboarding محتوية على البرنامج التعريفي ويتخلله كتيب السياسات والإجراءات.
يبقى الانطباع لكل موظف جديد عالقا في الذاكرة وربما قد يؤثر في الاستمرارية والبقاء في المنشأة نفسها. بالمختصر السياسات والإجراءات سر نجاح الصورة الذهنية عن أي منشأة، وغيابها يعني أنها بلا هوية وطاقة بشرية مهدرة بلا كفاءة أو فاعلية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي