100 يوم من الحرب .. القوات الروسية تتقدم وموسكو تحذر واشنطن من تسليح أوكرانيا
تقدمت القوات الروسية إلى عمق مدينة سيفيرودونتسك الصناعية المدمرة في شرق البلاد، لكن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة هناك مع مرور مائة يوم على بدء الحرب.
وقال وزير الدفاع الأوكراني "إن قواته تتدرب بالفعل في أوروبا على تشغيل أنظمة صاروخية جديدة ومتطورة تعهدت بإرسالها الولايات المتحدة وبريطانيا هذا الأسبوع، التي تأمل كييف أن تساعد على تغيير دفة المعركة لمصلحتها في الأسابيع المقبلة".
واستمرت الحرب التي تعتقد الدول الغربية أن روسيا خططت للفوز بها في غضون ساعات، لأكثر من ثلاثة أشهر، مع تراجع القوات الروسية من العاصمة، لكنها شنت هجوما جديدا كبيرا في الشرق.
وشهدت الأسابيع الماضية دفع روسيا بقوات في معركة سيفيرودونيتسك، وهي مدينة صناعية صغيرة في الشرق. ويتعين على روسيا الاستيلاء عليها لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في السيطرة على مقاطعة لوجانسك كاملة. ويتكبد الطرفان خسائر كبيرة هناك في معارك شوارع يمكن أن تحدد مسار حرب استنزاف طويلة.
وقال سيرهي جايداي حاكم المنطقة الأوكرانية في تصريحات أذاعها التلفزيون خلال الليل "يؤسفني أن أقول إن الجيش الروسي نجح في شق طريقه إلى عمق المدينة، يسيطرون على معظم المدينة".
وأضاف أن "نحو خمس مساحة المدينة أصبح الآن منطقة رمادية متنازع عليها. وكان المقاتلون الأوكرانيون صامدين في منطقة واحدة، وما زالوا قادرين على طرد الروس من بعض الشوارع".
وقال أوليكسي ريزنيكوف وزير الدفاع أيضا "إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في سيفيرودونتسك خلال الليل"، لكنه أضاف أن "من السابق لأوانه إعطاء تفاصيل".
وأعلن ريزنيكوف أن أفراد المدفعية الأوكرانية يتدربون بالفعل في أوروبا لتشغيل منظومة قاذفات الصواريخ هايمارس ومنظومة راجمات صواريخ جديدة تعهدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب الليلة قبل الماضية "إن كييف تتوقع مزيدا من الأخبار السارة بشأن الأسلحة الأجنبية، خصوصا أسلحة أمريكية بقيمة 700 مليون دولار لأوكرانيا التي ستشمل أنظمة صاروخية يصل مداها إلى 80 كيلومترا"، فيما حذرت موسكو واشنطن من تسليح أوكرانيا، وقالت "إن الأسلحة الغربية ستصب الزيت على النار".
وكانت واشنطن قالت هذا الأسبوع "إنها تتوقع أن تكون هناك حاجة إلى تدريب لما يقرب من ثلاثة أسابيع قبل أن تبدأ أوكرانيا في استخدام منظومة الصواريخ، التي قد تضرب خطوط الإمداد الخلفية الروسية وتساعد على تعطيل ميزة نيران المدفعية الروسية في المقدمة".
وعلى الرغم من خروجها من شمال أوكرانيا في آذار (مارس)، لا تزال روسيا تسيطر على نحو خمس أراضي أوكرانيا، وتم الاستيلاء على نحو نصف هذه المساحة في 2014 والنصف الآخر منذ أن بدأت الحرب في 24 شباط (فبراير).
كان الهجوم الروسي الكبير في الشرق في الأسابيع الأخيرة أحد أكثر مراحل الحرب دموية لكلا الجانبين. وأحرزت موسكو تقدما بطيئا لكن بخطى ثابتة، حيث تضغط على القوات الأوكرانية داخل جيب في منطقتي لوجانسك ودونيتسك، لكنها فشلت حتى الآن في تطويقها.
في الوقت نفسه، تأمل كييف أن يؤدي التقدم الروسي إلى استنزاف قوات الرئيس فلاديمير بوتين، بحيث يمكن لأوكرانيا شن هجمات مضادة واستعادة الأراضي في الأشهر المقبلة.