رغم المطالب المتكررة .. بايدن يستبعد مد أوكرانيا بصواريخ تصل روسيا
دارت اشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية، أمس، في وسط سيفيرودونتسك بحسب حاكم المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.
واستبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا رغم المطالب المتكررة من كييف للحصول على هذه الأسلحة.
وقال بايدن للصحافيين "لن نرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ قادرة على بلوغ روسيا".
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد ذكرت في الأيام الماضية، أن واشنطن تحضر لتسليم أنظمة قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى إلى كييف بعد موافقة الكونجرس على مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.
لكن الناطق باسم البنتاجون جون كيربي، لم يؤكد إرسال هذه القاذفات من نوع "إم 270" - وهي آليات حديثة يسهل نقلها ويبلغ مداها 300 كيلو متر.
وتم الحديث عن نظام آخر هو هيمار، الذي يبلغ مداه 70 إلى 150 كيلومترا وهو أبعد بكثير من قاذفات الصواريخ إم 777 التي تسلم حاليا إلى كييف، ولا يتجاوز مداها الفعلي 40 كيلومترا.
تواجه القوات الأوكرانية حاليا صعوبات في دونباس، حيث يتركز الهجوم الروسي حول مدن أساسية، وتقدمت القوات الروسية نحو وسط سيفيرودونتسك التي تتعرض للقصف منذ أسابيع.
في هذا الإطار طالب المسؤولون الأوكرانيون، الغربيين بمزيد من الأسلحة، وكتب ميكايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية على تويتر "بعض شركائنا يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفا من حصول تصعيد. تصعيد، حقا؟ تستخدم روسيا الأسلحة غير النووية الأثقل وتحرق الناس أحياء. قد يكون آن الأوان لتسليمنا قاذفات صواريخ بعيدة المدى؟". وتعد سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة لها هما من بين مدن دونباس الرئيسة، التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية.
وتهدف القوات الروسية إلى السيطرة الكاملة على الحوض الغني بالمعادن، الذي تسيطر القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء منه منذ 2014.
وتحاول القوات الروسية تطويق المدينة والسيطرة عليها منذ عدة أسابيع مع تصعيد الهجوم عليها في الأيام الأخيرة مقابل اعتراف الرئيس زيلينسكي، بأن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات فيها.
قال سيرجي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، على تطبيق تليجرام "الروس يتقدمون باتجاه وسط سيفيرودونتسك. القتال مستمر والوضع صعب للغاية". وأضاف أن "الطريق الذي يربط بين سيفيرودونتسك وليسيتشانسك ومن ثم بطريق باخموت خطير جدا، ولا يمكن إجلاء مدنيين أو نقل مساعدات إنسانية".
وفي دونتسك، في المنطقة الانفصالية في الشرق، لقي خمسة مدنيين بينهم فتاة في الـ14 حتفهم، وأصيب 16 بجروح أمس، من جراء القصف الأوكراني، وفق لجنة تحقيق روسية.
لكن القوات الأوكرانية أعلنت أنها استعادت بعض الأراضي في الجنوب، ولا سيما في المنطقة المحيطة بخيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في آذار (مارس) الماضي.
وقال الجيش الأوكراني، إنه يتقدم بالقرب من بيلوجيركا، على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من خيرسون. وأوضحت نشرة الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تبني "خطوطا دفاعية" حول خيرسون، وأنها أرسلت القوات الخاصة إلى ميكولايف المجاورة للقيام "بعمليات هجومية لاستعادة المواقع المفقودة". وقالت رئاسة الأركان العامة الأوكرانية على صفحتها على فيسبوك "خيرسون، اصمدي، نحن قريبون!".
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي بهذا الشأن، لكنه تحدث عن معارك في المنطقة، مشيرا إلى تدمير تجهيزات عسكرية أوكرانية بضربات مدفعية استهدفت حوض ميكولايف البحري والتصدي لصواريخ أوكرانية في الجو بالقرب من تشورنوبايفكا على بعد نحو 15 كيلومترا شمال غرب خيرسون.
تجري المعارك في منطقة خيرسون، بينما أعربت السلطات الجديدة للمدينة الواقعة عند مصب نهر دنيبر، عن رغبتها في ضمها إلى روسيا التي أعلنت أنها ستسمح للسكان بالتقدم للحصول على جواز سفر روسي عبر "إجراء مبسط". في ميليتوبول، التي يسيطر عليها الروس في جنوب أوكرانيا في منطقة زابوريجيا، أفادت الإدارة الموالية لروسيا بأن شخصين أصيبا في انفجار سيارة مفخخة صباح أمس. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن جالينا دانيلشينكو، رئيسة بلدية المدينة الجديدة المعينة قولها "إنه عمل يهدف إلى تخويف سكان مدينتنا، عمل موجه ضد المدنيين".
وأضافت "لا يريد نظام كييف أن يقتنع بأن سكان ميليتوبول ما عادوا يريدون أي علاقة تربطهم بسلطات كييف هذه".
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء الحرب، توقفت محاولات الوساطة بين موسكو وكييف.
في نهاية الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحثه على بدء "مفاوضات مباشرة جادة" مع كييف.
في هذا السياق، زارت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا، أوكرانيا أمس، في أول زيارة لمسؤول فرنسي بهذا المستوى منذ اندلاع الحرب. واستهلت الوزيرة زيارتها بالتوجه إلى بوتشا في ضواحي كييف، حيث مقتل عدد من المدنيين.