بوتين: إغراق أوكرانيا بالأسلحة الغربية يزعزع الوضع ويفاقم الأزمة
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من "خطورة" تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا.
وأكد بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، أن تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا يهدد بزعزعة الوضع أكثر في هذا البلد، بحسب "رويترز".
وأفاد الكرملين في بيان صدر في ختام المكالمة أن "الرئيس الروسي شدد على خطورة الاستمرار في إغراق أوكرانيا بأسلحة غربية، محذرا من مخاطر زعزعة الوضع أكثر ومفاقمة الأزمة الإنسانية".
وكثفت القوات الروسية هجومها على مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية أمس بعد أن أعلنت سيطرتها على بلدة ليمان المجاورة وهي مركز للسكك الحديدية لتواصل هجومها في دونباس في شرق البلاد.
وتشير المكاسب الروسية في الأيام الأخيرة إلى تحول في تطورات الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع. ويبدو أن القوات الروسية على وشك الاستيلاء على كل منطقة لوجانسك في دونباس، وهو هدف رئيس في حرب الكرملين، على الرغم من المقاومة التي تبديها القوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها والقوات الانفصالية المتحالفة معها تسيطران الآن بشكل كامل على ليمان، موقع تقاطع للسكك الحديدية وتقع غربي نهر سيفرسكي دونيتس في منطقة دونيتسك المجاورة للوجانسك.
لكن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت إن المعركة على ليمان مستمرة.
وتقع سيفيرودونيتسك على بعد نحو 60 كيلومترا من ليمان على الجانب الشرقي من النهر وهي أكبر مدينة في دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتتعرض الآن لهجوم عنيف من الروس.
وقالت الشرطة الأوكرانية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس إن "سيفيرودونيتسك تتعرض للنيران بشكل مستمر".
كانت المدفعية الروسية تقصف أيضا طريق ليسيتشانسك-باخموت الذي تحتاج روسيا إلى السيطرة عليه لتطويق القوات الأوكرانية. وقالت الشرطة "وقع دمار كبير في ليسيتشانسك".
وأوضح حاكم منطقة لوجانسك، التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، أن القوات الروسية دخلت بالفعل سيفيرودونيتسك. وأضاف الحاكم سيرهي جايداي أن القوات الأوكرانية قد تضطر إلى الانسحاب من المدينة لتجنب الوقوع في الأسر.
وتحقق القوات الروسية تقدما بطيئا ولكنه مستمر في دونباس بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف بعد فترة وجيزة من دخولها لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) الماضي. وكانت أجزاء كبيرة من دونباس بالفعل تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو قبل الحرب.
وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أمس أن القوات الأوكرانية صدت ثماني هجمات في دونيتسك ولوجانسك. وأضافت أن الهجمات الروسية شملت قصفا بالمدفعية في منطقة سيفيرودونيتسك.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها المخابراتي اليومي "إذا نجحت روسيا في الاستيلاء على هذه المناطق، فمن المرجح أن ينظر إليه الكرملين على أنه إنجاز سياسي جوهري وسيتم تصويره للشعب الروسي على أنه تبرير للحرب".
وأوضح حاكم منطقة لوجانسك أن نحو 90 في المائة من المباني في سيفيرودونيتسك تضررت مع تدمير 14 بناية شاهقة الارتفاع في القصف الأخير. وأضاف أن عشرات من العاملين في المجال الطبي كانوا يقيمون في سيفيرودونيتسك، لكنهم واجهوا صعوبة في الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف.
وواصل الرئيس فولوديمير زيلينسكي نبرة التحدي في خطابه الليلي إلى الشعب الأوكراني.
وقال "إذا اعتقد الروس أن ليمان وسيفيرودونيتسك سيكونان لهم، فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية".
وأفاد محللون في معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن بأنه في حين بدأت القوات الروسية هجمات مباشرة على المناطق المأهولة في سيفيرودونيتسك، فمن المرجح أن تواجه صعوبات للسيطرة على المدينة نفسها.
وأضافوا "القوات الروسية كان أداؤها ضعيفا في العمليات في المناطق الحضرية كثيفة السكان طوال الحرب".
وتقول روسيا إنها تشن "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح من أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون الناطقين بالروسية هناك.
وقتل آلاف الأشخاص، منهم كثير من المدنيين، وفر عدة ملايين من منازلهم بسبب الحرب.
تأتي المكاسب الروسية في شرق أوكرانيا في أعقاب انسحاب قواتها من المناطق المحيطة بالعاصمة كييف، والهجوم الأوكراني المضاد الذي دفع قواتها للتراجع من مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أمس إن عدة ضربات روسية أصابت المناطق القريبة والبنية التحتية قرب خاركيف.
وأوضح مصور لـ"رويترز" إن محطة للطاقة الشمسية في المنطقة تضررت بشدة بعد هجوم صاروخي على ما يبدو.
وفي مسعى لدفع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل لصراع له تداعيات لا حصر لها خارج حدود أوكرانيا، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس اتصالا مشتركا مع بوتين أمس.
وقالت فرنسا إن ماكرون وشولتس حثا بوتين على رفع الحصار الروسي عن ميناء أوديسا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية. وقال الكرملين إن بوتين أبلغهما بأن موسكو مستعدة لمناقشة السبل التي تتيح لأوكرانيا استئناف شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود.
وأوكرانيا من المصدرين الرئيسين للحبوب وتهدد عرقلة صادراتها بحدوث نقص في الغذاء في عدد من البلدان.
في أثناء ذلك استمر توريد الأسلحة إلى كييف من حلفائها. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن أوكرانيا بدأت في تلقي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمارك ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول كبير موال لروسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية إن القتال الذي يدور على مقربة من المنطقة قد يؤثر في توقيت محاولتها الرسمية الانضمام إلى روسيا، ومن المرجح اتخاذ القرار "بحلول العام المقبل".
وأضاف كيريل ستريموسوف، نائب رئيس إدارة خيرسون العسكرية والمدنية المدعومة من روسيا، إن العملية قد تنطوي على استفتاء، في تراجع عن التعليقات السابقة التي ذكر فيها أن الأمر لن يحتاج إلى أي استفتاءات.
وصرح فلاديمير يرماكوف، مدير دائرة عدم الانتشار ومراقبة الأسلحة بالخارجية الروسية، أن بلاده ستطرح مسألة النشاط البيولوجي الأمريكي في أوكرانيا خلال لقاءات مفتوحة لمجلس الأمن الدولي.
وقال يرماكوف "نعتزم استكمال إعداد المواد في المستقبل القريب وبدء إجراء نقاشات في مجلس الأمن الدولي، بشأن اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية التي تنص عليها هذه الاتفاقية. وستكون الاجتماعات مفتوحة".