بوتين يتهم أوكرانيا بتخريب المفاوضات .. وكييف تطالب الغرب بمزيد من السلاح

بوتين يتهم أوكرانيا بتخريب المفاوضات .. وكييف تطالب الغرب بمزيد من السلاح
رجال إطفاء يخمدون حريقا في أحد مصانع دونباس شرق أوكرانيا."الفرنسية"
بوتين يتهم أوكرانيا بتخريب المفاوضات .. وكييف تطالب الغرب بمزيد من السلاح
عربة عسكرية روسية تقف أمام مبنى سكني مدمر في منطقة لوهانسك."رويترز"

كثفت القوات الروسية أمس عملياتها الهجومية في منطقة دونباس في الشرق الأوكراني، وضيقت الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية الواقعة ضمن نطاقها، في حين أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا أنهم استولوا على بلدة ليمان.
وقالت هيئة أركان الدفاع عن الأراضي لـ"دونيتسك" الانفصالية على حسابها على تليجرام، إنها "سيطرت بشكل كامل" على "كراسني ليمان" (الاسم القديم لليمان) بفضل وحدات عسكرية من منطقة لوجانسك الانفصالية و"دعم نيران" القوات المسلحة الروسية.
ولم يشأ أي من الجيشين الروسي أو الأوكراني الإدلاء بأي تعليق حول هذه المعلومات التي تعذر على وكالة فرانس برس التحقق من صحتها من مصدر مستقل.
وقال الكرملين نقلا عن تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي خلال مكالمة مع المستشار النمساوي أمس، إن فلاديمير بوتين اتهم أوكرانيا بتخريب عملية المفاوضات بين البلدين.
وأضاف الكرملين في بيان، أن بوتين أبلغ المستشار كارل نيهامر بالإجراءات التي تتخذها روسيا لتأمين ممر آمن للسفن من بحر آزوف والبحر الأسود.
وبعد فشله في الاستيلاء على كييف وخاركيف، أعاد الجيش الروسي تركيز جهوده للسيطرة على كامل حوض دونباس الصناعي الذي يسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.
ومن شأن السيطرة على ليمان أن تمهد الطريق في اتجاه سلوفيانسك ثم كراماتورسك، مع إحراز تقدم في محاولة تطويق سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان أوكرانيتان مهمتان تقعان في أقصى الشرق.
وتتعرض سيفيرودونيتسك للقصف منذ أسابيع، ويبدو أن حصارها بات شبه مكتمل.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن مسؤول أمني في "لوجانسك" الانفصالية الموالية لروسيا قوله إن "مدينة سيفيرودونيتسك باتت حاليا محاصرة، وإن القوات الأوكرانية لم تعد قادرة على الخروج".
في المقابل، نفى أولكسندر ستريوك رئيس الإدارة الأوكرانية لمدينة سيفيرودونيتسك اكتمال الحصار، لكنه أقر بأن الوضع "صعب للغاية".
ونقل عنه حاكم المنطقة سيرجي جايداي قوله إن روسيا باتت تسيطر على نحو ثلثي الأراضي المحيطة في المدينة، لكنها ليست محاصرة.
وأشار ستريوك إلى تضرر "90 في المائة من المباني السكنية في المدينة".
وأعلن جايداي صباح أمس أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في منطقة لوجانسك في شرق أوكرانيا. وقال إن أربعة منهم قتلوا في سيفيرودونتسك كما قتل رجل بقذيفة في كوميشوفاخا، على بعد 50 كيلومترا من سيفيرودونيتسك.
وتحول في الأيام الأخيرة الطريق الأخير الذي يمكن عبره الخروج من المنطقة عبر ليسيتشانسك إلى ساحة معركة، وبات من شبه المستحيل على السكان الخروج.
ولم يعد متاحا للتوجه إلى مناطق أوكرانية أخرى وللتموين سوى طريق ريفي من الصعب حتى على الدبابات والشاحنات العسكرية سلوكه.
وقال أولكسندر كوزير المسؤول عن المركز الرئيس لتوزيع المساعدات في ليسيتشانسك، إن "الناس مستعدون لمواجهة كل المخاطر من أجل الحصول على المياه والغذاء". وتابع "إنهم يائسون لدرجة أنهم لم يعودوا يشعرون بالخوف. كل ما يريدونه هو الحصول على طعام".
وفي وسط أوكرانيا، قتل نحو عشرة أشخاص في قصف روسي على موقع عسكري في مدينة دنيبرو. وقال القائد الإقليمي للحرس الوطني جينادي كوربان لقناة "دنيبرو تي في" التلفزيونية المحلية "استهدف مركز لتدريب الحرس الوطني بصواريخ إسكندر. مع الأسف، قتل نحو عشرة أشخاص وأصيب بين 30 و35 شخصا".
وأطلقت صفارات الإنذار من غارات جوية مجددا فجر أمس في خاركيف، حيث أدت عمليات قصف في اليوم السابق إلى سقوط تسعة قتلى و19 جريحا، جميعهم من المدنيين، حسب زيلينسكي. وقال الرئيس الأوكراني إن رضيعا في شهره الخامس ووالده قتلا بينما أصيبت الأم بجروح خطيرة. في هذا السياق، طالبت السلطات الأوكرانية مرة أخرى الغرب بمزيد من الأسلحة. وكتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية في تغريدة على "تويتر" أن "بعض الشركاء يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفا من التصعيد".
وأضاف "تصعيد حقا؟ روسيا تستخدم بالفعل أثقل أسلحة غير نووية، يحرقون الناس أحياء، ربما حان الوقت.. لمنحنا قاذفات صواريخ متعددة إم إل آر إس".
ورفضت روسيا، التي يقول محللون إنها تريد تعزيز تقدمها في شرق وجنوب أوكرانيا قبل أي حل تفاوضي، الخميس خطة سلام إيطالية.
تنص الخطة بضمانة من الأمم المتحدة، على وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات وانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن ليس لحلف شمال الأطلسي، ومنح وضع حكم ذاتي لمنطقة دونباس وشبه جزيرة القرم على أن تبقى تحت السيادة الأوكرانية.
بينما تبدو أوكرانيا غير قادرة حاليا على تصدير حبوبها بسبب الحصار المفروض على موانئها، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تحميل روسيا مسؤولية تعطل وصول إمدادات الحبوب في العالم بسبب الحملة العسكرية التي تشنها في أوكرانيا، "لا أساس له"، وذلك خلال اتصال هاتفي بمستشار النمسا كارل نيهامر.
وقال الكرملين في بيان إن "فلاديمير بوتين أكد أن محاولات تحميل روسيا مسؤولية صعوبات تسليم المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية لا أساس لها".
وكان الرئيس الروسي قد عرض الخميس المساعدة على "تخطي الأزمة الغذائية" شرط الرفع المسبق للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، ما عرضه لاتهامات بممارسة الابتزاز.
ووجه زيلينسكي أمس، كلمة خلال منتدى في إندونيسيا قال فيها إن نحو 22 مليون طن من الحبوب موجودة في مراكز التخزين.
وقال "نعمل على التصدير عبر مسارات أخرى عبر القطارات وموانئ أوروبية، لكن الكميات أقل بكثير مقارنة بتلك التي يمكن تصديرها عبر البحر الأسود"، متهما روسيا بـ"إعاقة هذه الجهود" بقصف الجسور والسكك الحديدية.
وفي محاولة للالتفاف على الحصار، أقامت ألمانيا "جسرا للسكك الحديدية" مع أوكرانيا لمساعدة كييف على تصدير حبوبها، عبر قطارات لنقل القمح الأوكراني إلى أوروبا الغربية، على حد قول الجنرال كريس كافولي القائد الجديد للقوات الأمريكية في أوروبا.

الأكثر قراءة