Author

كبار المؤثرين في الغذاء العالمي

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

يعتمد العالم على خمس دول للحصول على 60 في المائة الغذاء العالمي عموما، الولايات المتحدة والهند والصين والبرازيل والأرجنتين، ونصف السعرات الحرارية كمتوسط في النظام الغذائي العالمي يتكون من القمح والأرز والذرة وفول الصويا، ويشكل الأرز والقمح مجتمعين 37 في المائة من تلك السعرات، ولهذا تزيد أهمية القمح والأرز لدى كثير من شعوب العالم في سلة الغذاء العالمي.
تحتل الصين أكثر دول العالم إنتاجا للقمح تليها الهند وروسيا ثم أمريكا، وتشكل الدول الأربع ما نسبته 58 في المائة من الإنتاج العالمي، فيما يتقاسم العالم 42 في المائة. أما على مستوى إنتاج الأرز، فالصين تأتي أولا بنسبة 28 في المائة، ثم الهند بـ 22 في المائة، وإندونيسيا بـ 10 في المائة، وبنجلادش وفيتنام بـ 7 في المائة لكل منهما، أي إن إنتاج تلك الدول مجتمعة يشكل 74 في المائة من الإنتاج العالمي للأرز.
وبفحص قائمة الدول المصدرة للأرز عالميا تأتي الهند أولا، ثم تايلاند وفيتنام على التوالي كدولتين شديدتي التنافس على احتلال المركز الثاني عالميا بعد الهند، ثم باكستان والولايات المتحدة رابعا وخامسا على التوالي.
الولايات المتحدة تعد أكبر المنتجين للذرة وفول الصويا بنسبة 34 في المائة من الإنتاج العالمي، والصين في زراعة الذرة حلت ثانيا بـ 24 في المائة، أما ترتيب الصين في الصويا رابعا بمعدل إنتاج منخفض لا يتعدى 5 في المائة من الإجمالي العالمي، والبرازيل في إنتاج الذرة تأتي ثالثا بـ 8 في المائة، غير أن البرازيل والأرجنتين تعدان الأكثر إنتاجا للصويا بعد أمريكا عالميا.
وزن روسيا وأوكرانيا في القمح اقتصاديا يعزى إلى القدرات التصديرية، وليس الإنتاجية فحسب، حيث سجلت روسيا وحدها متوسطا تصديريا سنويا منذ 2017 إلى 2020 ما يقدر بـ 36.3 مليون طن، وأوكرانيا 18 مليون طن للفترة نفسها، أي قبل اندلاع الحرب بينهما، لذا تأتي روسيا أولا عالميا تصديرا، وأوكرانيا خامسا، والولايات المتحدة ثالثا، بعد الاتحاد الأوروبي الذي حل في المرتبة الثانية بعد روسيا في تصديره القمح، من اللافت أن دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 مجتمعة تبلغ قدرتها التصديرية 26 مليون طن من القمح خلال الفترة نفسها كمتوسط حسابي لثلاثة أعوام ماضية قبل نشوب الأزمة الروسية.
أخيرا: إن ما أثار قلق وزراء الزراعة في مجموعة السبع أن الاتحاد الأوروبي والهند كانوا على استعداد ضمني بتغطية النقص المحتمل من القمح في السوق العالمية بعد تراجع حصتي روسيا وأوكرانيا، أي: ضمن حركة تدفق سلسلة الغذاء العالمية وكسب حصة السوق، لكن يظهر أننا أمام تحديات تتعلق بقرارات سياسية تستهدف تقييد حركة الغذاء، وتغيير قواعد سلسلة إمداد الغذاء العالمية، ولا سيما أن الهند عضو أساسي في مجموعة البريكس التي تضم أهم المؤثرين في الغذاء العالمي الصين والبرازيل وروسيا.
إنشرها