تسعير المخاطر الوجودية «2 من 2»

القيمة الأساسية أو الجوهرية أو العادلة لأسهم الشركة هي القيمة الحالية المخصومة - المعدلة حسب المخاطر - لتدفق الأرباح المستقبلية المتوقعة والمدفوعات الأخرى. وهذه القيمة الأساسية سترتفع بالفعل إذا انخفضت احتمالية الإبادة النووية في الأسابيع والأشهر المقبلة. وفي هذا السيناريو، سيصبح المستقبل الذي تنعدم فيه الأرباح - الذي من غير المرجح أن يعيش فيه المستثمر - أقل احتمالا، في حين أن المستقبل بأرباح إيجابية سيكون أكثر احتمالا.
لكن هذه الحجج تتعلق بشراء الأسهم أو الاحتفاظ بها فقط إذا كانت قيمتها السوقية الحالية تعادل قيمتها الأساسية، وستبقى كذلك في المستقبل. ولن يكون هذا هو الحال إذا فشلت الأسواق في تسعير المخاطر الوجودية بصورة صحيحة، لأنها قللت من احتمالية حدوث كارثة نووية أو من حجم الضرر الذي يلحق بالأرباح المستقبلية في مثل هذا السيناريو. ويمكن بالطبع تقديم حجة مماثلة لتسعير الديون السيادية. حتى الأدوات الثلاثية من شأنها أن تتخلف بصورة شاملة في حالة وقوع كارثة نووية تقضي على مؤسسات الدولة، إلى جانب بقية الحضارة الإنسانية.
وعندما أشرت أخيرا إلى أن الأسواق تنكر المخاطر النووية، كنت أجادل بشأن فشل السوق. وما يقلقني هو أن الأسواق تقلل احتمالية نشوب حرب نووية شاملة، وتأثير حدث كهذا في التدفقات المستقبلية لأرباح الشركات. وإذا كان هذا التقييم صحيحا، فإن أسواق الأسهم اليوم مبالغ فيها. وهناك فقاعة إنكار نهاية العالم.
ورغم أن هذا الإنكار يمكن أن يستمر، إلا أنه لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. فلننظر إلى السيناريو الذي لم تندلع فيه حرب نووية حتى الآن، وانفجرت فيه فقاعة الإنكار. ستكون هذه أخبارا مفرحة للبشرية والأساسيات التي تستند إليها تقييمات سوق الأسهم في نهاية المطاف. لكنه يعني أيضا أنه يمكن أن يكون هناك تصحيح في السوق إذا كانت فقاعة الإنكار المتفجرة تتفوق على التحسن في التقييم الأساسي، وفي هذه الحالة كان الأجدر أن تكون هناك أسهم مفضلة القيمة. ويؤكد الابتعاد الدوري عن عقلانية السوق الحاجة إلى تسعير مناسب للمخاطر الوجودية.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2022.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي