نمو استثمارات الشركات في مجال الخصوصية الرقمية .. وعائدات الاستثمار تصل إلى 1.8 ضعف متوسط الإنفاق
لا تزال تشريعات الخصوصية تلقى استحسانا كبيرا في جميع أنحاء العالم على الرغم من أن الامتثال لهذه القوانين في الأغلب ما ينطوي على جهد وتكلفة كبيرين على الشركات، ومع ذلك فإن 83 من الشركات ترى أن قوانين الخصوصية كان لها تأثير إيجابي في شركاتهم، في حين يرى 3 في المائة فقط أن القوانين كان لها تأثير سلبي وذلك بحسب تقرير سيسكو لمؤشر خصوصية البيانات لـ2022.
ووجد التقرير أن الخصوصية هي أمر بالغ الأهمية، حيث يعد 90 في المائة أن الخصوصية أمر ضروري وأساس للعمل، وأظهر الاستطلاع أن الاستثمار بالخصوصية يستمر في الارتفاع وأن الشركات تشهد عائدا مرتفعا من استثماراتها في الإنفاق على الخصوصية.
وأصبحت الخصوصية أمرا حتميا في تسيير الأعمال التجارية ومكونا حاسما في تعزيز ثقة العملاء بالشركات في جميع أنحاء العالم، وأشار 90 في المائة من المشاركين في الدراسة للعام الثاني على التوالي أنهم لن يشتروا من شركة لا تحمي بياناتها بشكل صحيح، بينما قال 91 في المائة إن شهادات الخصوصية الخارجية مهمة في عملية الشراء.
وأظهر التقرير أن الخصوصية أصبحت مسؤولية أساسية بشكل متزايد لدى أخصائي الأمن، وتظهر النتائج أن تعزيز الخصوصية والأمن يولد فوائد مالية كبيرة مقارنة بالنماذج الأخرى. واتضح هذا بسبب إبلاغ 94 في المائة من الشركات عن المقاييس المتعلقة بالخصوصية لمجالس إدارتها. وتستمر أهمية الخصوصية في الارتفاع بالنسبة إلى الشركات بغض النظر عن حجمها أو موقعها.
ويحافظ عائد الاستثمار بالخصوصية على ارتفاعه للعام الثالث على التوالي، مع زيادة الفوائد للشركات الصغيرة إلى متوسطة الحجم. وأشار أكثر من 60 في المائة من المستجيبين إلى أنهم يحصلون على قيمة تجارية كبيرة من الخصوصية، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بتخفيض فترات التأخير في المبيعات وتقليل الخسائر الناجمة عن انتهاكات البيانات وتمكين الابتكار وتحقيق الكفاءة وتعزيز ثقة العملاء وجعل شركتهم أكثر جاذبية لدى العملاء.
قدر المشاركون في الدراسة ازدياد عائد الاستثمار لديهم بـ1.8 ضعف متوسط الإنفاق، وفي حين أن هذا الازدياد لا يزال جيدا للغاية، إلا أنه أقل بقليل من العام الماضي "أكثر بـ1.9 مرة من الإنفاق"، وقد يكون ذلك نتيجة للاحتياجات المستمرة المطلوبة للاستجابة للوباء والتكيف مع التشريعات الجديدة والشكوك بشأن عمليات نقل البيانات الدولية وزيادة الطلب على توطين البيانات.
ومع استمرار الحكومات والشركات في المطالبة بمزيد من حماية البيانات، ستزداد بدورها متطلبات توطين البيانات، وقال 92 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن هذه القضية أصبحت ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى شركاتهم، لكن يأتي تحقيق ذلك بثمن مرتفع، حيث أشار 88 في المائة من المشاركين من جميع المناطق الجغرافية إلى أن متطلبات التوطين تضيف تكلفة كبيرة لعملياتهم.
وعندما يتعلق الأمر باستخدام البيانات، يدرك 92 في المائة من المشاركين في الدراسة أن شركاتهم تتحمل مسؤولية استخدام البيانات بطريقة مسؤولة فقط. وما يقرب من 87 في المائة يعتقدون أن لديهم بالفعل عمليات تضمن اتخاذ القرارات المؤتمتة بما يتوافق مع توقعات العملاء. ومع ذلك، أظهر استبيان "سيسكو" لخصوصية المستهلك في 2021 أن عديدا من الأفراد يرغبون بمزيد من الشفافية وأن 56 في المائة قلقون بشأن استخدام البيانات في العمليات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي والتقنيات المؤتمتة. وشعر 46 في المائة من العملاء الذين شملهم الاستطلاع أنهم لا يستطيعون حماية بياناتهم بشكل كاف، ويرجع ذلك أساسا إلى عدم معرفتهم للبيانات التي تقوم الشركات بجمعها وما تفعله ببياناتهم.
يذكر أن مؤشر خصوصية البيانات من "سيسكو" لـ2022 يمثل مراجعة عالمية سنوية لممارسات الخصوصية لدى الشركات وتأثير الخصوصية في المؤسسات ووجهات نظر الخبراء تجاه خصوصية البيانات، التي شملت أكثر من 4900 متخصص في 27 منطقة جغرافية.