التخلص من الكافيين
يعد الكافيين أحد أكثر المنبهات الطبيعية انتشارا في العالم وذلك من خلال تناول المشروبات المحتوية عليه كالشاي والقهوة والمتة ومشروبات الطاقة أو الأغذية أو العقاقير المحتوية على نسبة عالية منه، كبذور الكولا أو بعض أنواع الشوكولاتة. وعلى الرغم من أنه لا محذور من تناول كمية معتدلة منه التي يرى علماء العقاقير أنها يجب ألا تزيد على 400 مليجرام في اليوم، وعلى الرغم من أن له فوائد صحية متنوعة إلا أن الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه والتنبيه عليه، هو الحرص على عدم تناوله بكميات كبيرة. وهو الأمر الذي مع الأسف نلحظه بوضوح في الفترة الأخيرة مع الانتشار الواسع لمحال بيع القهوة ووجودها في كل مكان.
ينتج عن الإفراط في تناول مشروبات الكافيين أيا كان نوعها آثار جانبية وأضرار بالغة غير محمودة منها الإصابة بالأرق وعدم القدرة على الشعور بالنوم العميق الذي يريح العقل والجسد، ومنها تسارع دقات القلب وعدم انتظامها وحصول رجفة وارتعاش في اليدين وارتفاع ضغط الدم والصداع والحموضة وهشاشة العظام، وضعف التركيز وقلة الطاقة عندما تقل النسبة التي اعتاد عليها الإنسان. ومن هنا كان لزاما مراعاة الكمية التي يتم استهلاكها من الكافيين يوميا، وإذا ما اتضحت خطورة الوضع الصحي، فإن التوقف ينبغي ألا يكون مفاجئا وإنما يتم بشكل تدريجي مدروس حتى لا تتم المعاناة مما يعرف بالأعراض الانسحابية للكافيين withdrawal symptoms، التي تظهر بشكل قوي إذا ما كان التوقف مفاجئا. ولذا فإن البداية تكون بتحديد كمية معينة من الكافيين تكون أقل من الكمية التي تعود عليها ذلك الشخص. كما ينصح المختصون بكثرة شرب الماء في مثل هذه المرحلة ليسهم في إدرار البول، وأن يتناول كثيرا من العصائر الطازجة على اختلاف أنواعها، والشاي الأخضر، والعسل، والنعناع، ويتجنب الأطعمة الغنية بالألياف التي يكون لها دور في إبطاء معدل امتصاص الكافيين مثل الحبوب الكاملة ونحوها. كما ينصح بتناول الخضراوات التي تتبع لفصيلة نباتية تعرف بالفصيلة الصليبية Cruciferae مثل القرنبيط والبروكلي، وذلك لتعزيز عملية التمثيل الغذائي. كما يؤكد المختصون أهمية ممارسة الرياضة البدنية باستمرار خلال هذه الفترة. ويتم تناول الشاي والقهوة طلبا للنشاط والحيوية وهو أمر مقبول، ولكن ليعلم الجميع أنه سيتم دفع ثمنا غاليا من الصحة إذا ما كان ذلك بإفراط.