أنظمة الحماية الاجتماعية وتحمل الضغوط «2من 2»

تقدم أداة التقييم السريع في منظومة الحماية الاجتماعية عددا من الطرق لمحاكاة حجم التأثير المحتمل في رفاهية الأسر والاحتياجات اللاحقة الذي تحدثه الصدمات المختلفة التي تتفاوت درجات شدتها بالاستعانة بالدراسات الاستقصائية للأسر وبيانات الصدمات السابقة. وهي تساعد أيضا على تحديد الأشخاص الذين أصبحوا فقراء أو معرضين للفقر بعد حدوث صدمة ما.
وتهدف هذه الأداة أيضا إلى مساعدة واضعي السياسات والممارسين على تقييم مدى الحاجة إلى زيادة التحويلات النقدية الحكومية استنادا إلى القدرات الحالية، وكيفية جعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف في المستقبل. وهي ترتكز على اللبنات الأساسية التالية للحماية الاجتماعية التكيفية: التمويل، والبرامج وأنظمة تقديم الخدمات، والبيانات والمعلومات، والمؤسسات والشراكات.
وحول تسيير الاستعداد المالي جنبا إلى جنب مع الاستعداد التشغيلي فإنه من منظور التمويل، يتمثل الهدف من هذا المسعى في تحديد التدابير الحالية المتاحة بالفعل التي يمكن استخدامها لتوفير السيولة الفورية في الوقت المناسب. والواقع أن الاستعداد المالي يحدث فرقا على سبيل المثال، أتاح وجود مصدر للتمويل المعد سلفا على غرار خيار السحب المؤجل لمواجهة مخاطر الكوارث توفير الدعم السريع لعديد من الدول عقب الصدمة الأولية التي أحدثتها جائحة كورونا. ومن دون تمويل معد سلفا، يستغرق الأمر وقتا لتحديد مصادر التمويل، وغالبا ما تكون ثمة حاجة إلى إعادة توزيع مخصصات الموازنة، وينطوي أيضا على ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة بسبب قلة الأموال المتاحة لمشاريع التنمية الرئيسة.
يسير الاستعداد المالي جنبا إلى جنب مع الاستعداد التشغيلي. إلا أن توافر التمويل لكن دون سجل اجتماعي يضم مستفيدين محددين ومستهدفين بوضوح لن يكون كافيا. ويعد تحديد الأسر التي يجب أن تتلقى الدعم المالي، ومتى وكيف يتلقونه، جزءا أساسيا من بناء الحماية الاجتماعية التكيفية.
ومن خلال سيناريوهات الأزمات، يجب تغطية عديد من الأشخاص الذين لا تشملهم برامج الحماية الاجتماعية. ولذلك، من المهم أن تكون الخيارات المعدة سلفا عن طريق مقدمي الخدمة المسجلين والعمليات المرتبطة بها متاحة لأولئك الذين ليست لديهم حسابات. وبهذه الطريقة، لا يكون المستفيدون الذين لديهم حسابات قائمة هم فقط من يمكنهم تلقي الأموال بسرعة.
وتظهر أداة اختبار قدرة أنظمة الحماية الاجتماعية على تحمل الضغوط إلى أي مدى يمكن للتحليلات القوية أن توفر رؤى مهمة لبناء قدرة الأسر الفقيرة والمعرضة للخطر على الصمود. وبالاستثمار في قدرتهم على الاستعداد لمواجهة الصدمات، وتجاوزها والتكيف مع تأثيراتها، يمكننا مساعدتهم على تجنب الوقوع في براثن الفقر، أو على ألا يزدادوا فقرا. وإننا نتوقع تحديث هذه الأداة وتحسينها بمرور الوقت بناء على التعليقات التي ترد في أثناء طرحها في الدول ذات الأولوية. ويمكن لهذا العمل أن يساعد على توجيه نهج التنمية الخضراء الشاملة التي لديها القدرة على الصمود للفئات الأشد احتياجا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي