التغلب على الأرق

لكي يعيش الإنسان بصحة جيدة ودون منغصات، فإن هناك عدة أمور ينبغي أخذها في الحسبان، ومن تلك الأمور النوم لعدد كاف من الساعات، فاضطراب النوم أو صعوبته أو عدم أخذ الحاجة الكافية منه لا يؤدي إلى ليلة سيئة فحسب، بل إلى نهار سيئ ومرهق أيضا، علاوة عما قد يقود إليه من مضاعفات وأمراض نفسية وجسدية.. أن ينتاب الانسان بين الحين والآخر التفكير قبل النوم وبالتالي معايشة الأرق لمدة محدودة فهذا أمر طبيعي، يحدث مع كثير من الناس، لكن يؤكد المختصون في اضطرابات النوم أن الأرق المرضي، أي الذي يستدعي التدخل الطبي، هو إذا ما تكررت صعوبة النوم أو الأرق عدة مرات في الأسبوع وعلى مدى عدة أشهر.
مسببات الأرق كثيرة ومتنوعة، من أبرزها تغير وقت النوم وبالتالي اختلال الساعة البيولوجية للجسم، مثل من تتطلب طبيعة عملهم المداومة أحيانا في الليل وأحيانا في النهار، أو كثيري السفر.. ومن ذلك كثرة شرب المنبهات المحتوية على كافيين كالشاي والقهوة والمتة، ومشروبات الطاقة، ونحو ذلك، كما أن الضغط النفسي يعد من مسببات الأرق، وكذلك تلعب عادات النوم السيئة دورا لا يستهان به، مثل من يأخذ قيلولة طويلة، أو أن تكون بيئة النوم غير مريحة، كأن يكون المكان المعد للنوم مضيئا، أو تحيط به ضوضاء.
وكذلك تناول كمية كبيرة من طعام دسم قبل النوم بوقت قليل، أو كثرة مشاهدة التلفزيون أو الأجهزة الذكية، ونحو ذلك مما يحفز الجهاز العصبي للجسم، ويحد من استجلاب النوم بهدوء.. وللتخلص من ظاهرة الأرق وصعوبة النوم ينبغي تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ ما أمكن ذلك، والمحافظة على النشاط البدني وتجنب إطالة القيلولة، والحد من تعاطي المنبهات، خاصة في الساعات التي تسبق النوم، واستبدالها بمشروبات مهدئة مثل مشروب أوراق المليساء أو البابونج، والابتعاد عن الوجبات الثقيلة في المساء، وأن يكون المكان المعد للنوم مريحا ومعتما ومخصصا للنوم فقط.
كما ينصح المختصون باتباع أمور تساعد على الاسترخاء قبل الذهاب للنوم، كقراءة القرآن الكريم والكتب المفيدة، وأخذ حمام دافئ، والمحافظة على أذكار النوم.
"النوم جافاني وأغلق بابه – لم يرحم الجفن المقرح إذ طرق
وإذا بإحساس يريح مشاعري – كأنما صوت من الروح انطلق
هيا استعذ بالله واهدأ يا فتى – واقرأ من القرآن آيات الفلق".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي