Author

«تاسي» ونسب التصحيح المتوقعة

|
تراجعت السوق السعودية بشكل حاد خلال الأسبوع الحالي بقيادة قطاع المصارف ‏وقطاع المواد الأساسية، تم خلال هذه التراجعات كسر متوسط 50 يوما، كما تم كذلك كسر الحاجز النفسي للسوق عند 11,000 نقطة، قد يرى البعض أن سبب الهبوط الحاد الذي حدث في الأسواق العالمية والسوق السعودية بسبب الأخبار التي جاءت بعد رصد متحور جديد من فيروس كورونا المستجد في جنوب إفريقيا وأطلقت عليه منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" الذي أيقظ خشية التهديد بشبح عودة موجة الإغلاقات من جديد، أو كذلك أثر حديث بعض الدول عن سحبها من مخزونها الاستراتيجي من النفط الذي يرون أنه أثر بشكل سلبي في أسعار النفط وقد تحدثنا عن ذلك في مقالنا السابق وأوضحنا فيه وجهة نظرنا حياله.
والحقيقة بعد ذكر ما سبق من أسباب قد يعلق عليها البعض سبب النزول في معظم الأسواق العالمية والمحلية، والحقيقة أن معظم الأسواق أعطت بسخاء كبير ما يزيد على عام ونصف العام وبشكل مستمر ومتسارع وكان من المنتظر هبوطها في أي لحظة، لذلك كنا نركز في معظم مقالاتنا السابقة على ذكر مناطق الدعم لأهمية التقيد بها في حال حدوث أي هبوط.
عودة إلى السوق السعودية فلا يزال التصحيح يضغط بقوة ومع استمراره فالسوق تستهدف مناطق 9400 نقطة تزيد أو تنقص، حيث تعد هذه المنطقة مقاومة سابقا تجاوزتها السوق دون عملية اختبار حقيقي لها.
وهي مهيأة للعودة لاختبارها وتعد هذه المنطقة من الناحية الفنية منطقة استثمارية على المدى الطويل، حيث يتوقع أن تشهد السوق عندها ارتداد وتحقيق قمة جديدة أعلى من القمة التي حققتها أخيرا عند 11950 نقطة، وأي تراجعات لا سمح الله دون هذه المنطقة ستزيد معها نسب الفرص التي تبحث عنها المراكز الكبيرة من صناديق وكبار مستثمرين وهي مناطق ربما لن تتكرر على الأقل على المدى المتوسط فيما لو حدثت.
من جهة أخرى فأي موجة صعود يتبعها كسر للاتجاه الصاعد الرئيس يستخدم أصحاب التحليل الفني سلسلة فيبوناتشي الشهيرة "إحدى الأدوات الفنية" لتحديد مناطق انتهاء التصحيح المتوقعة التي تعد أيضا مناطق دعم محتملة ومن أشهر النسب المئوية للفيبوناتشي 38 في المائة و50 في المائة و61 في المائة ويطلق على الأخيرة النسبة الذهبية، حيث تعد الأقوى بينها وغالبا يتم الارتداد منها في حال استمرار تصحيح أي سوق أو سهم ما.
وبالنظر لموجة الصعود للسوق السعودية نجد أنها صعدت من مستويات ستة آلاف نقطة الى مستويات قريبه من 12 ألف نقطة وباستخدام نسب الفيبوناتشي يتضح لنا أن نسبة 38 في المائة عند 9600 وهي قريبة من المنطقة التي ذكرناها، بينما تكون نسبة 50 في المائة عند 8900 نقطة ونسبة 61 في المائة التي تعد الأخيرة عند 8200 نقطة وأستبعد والله أعلم الوصول لها في الأوضاع الطبيعية وألله أعلم بالصواب.
إنشرها