مدينة المدن

التصنيف الدولي للمنظمات غير الربحية يعرفها على أنها "مجموعة من المنظمات ذات الطبيعة المؤسسية، والمنفصلة عن الحكومة، التي لا توزع أرباحا، والحاكمة لنفسها، وتقوم على التطوع".
ولأول مرة في التاريخ وفي العالم سيكون لمثل هذه المنظمات مدينة خاصة على ضفاف وادي حنيفة في العاصمة الرياض هي: "مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية"، لتدعم رؤية ولي العهد لتعزيز القطاع غير الربحي، كنموذج ملهم، ولتكون حاضنة لتطوير القطاع غير الربحي عالميا.
هذه التجربة ستوحد جهود كثيرة هدفها تعبئة الموارد والمواهب والابتكارات وتسييرها لتحقيق أوجه النفع العام بطريقة يبدو واضحا من الخطوط العريضة المعلنة عن المدينة، أنها ستكون استرشادية وملهمة لمن بعدها أو من يحذو حذوها.
عند تنفيذ هذا المشروع سيحقق جانبا مهما من الرؤية السعودية، ويرفع من سقف مستهدفات مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية" فهو سيزيد الآثار التي يحدثها القطاع الثالث غير الربحي في الحياة الاجتماعية، والمؤشرات الاقتصادية وهو سيلقي بظلاله على مقاييس الأداء التشغيلي والمالي والنوعي في المنظمات التي ستستفيد من هذه المدينة أو من مخرجاتها.
المخرجات المأمولة لن تكون فقط في طريقة التفكير الحديثة للعمل غير الربحي، فهذه المدينة ستسعى إلى تمكين الشباب السعودي كونها ستكون بمنزلة مقر رئيس في التعليم والتأهيل، ودعم الابتكار، وريادة الأعمال، وتأهيل قيادات المستقبل، إضافة إلى كونها مركزا إقليميا وعالميا للابتكار والإبداع والتكنولوجيا، وأيضا مقرا لاحتضان الصناعات الابتكارية، والتعليمية، والإبداعية.
نحو نصف هذه المدينة سيكون أخضر وهذا يعزز التنمية المستدامة بالحفاظ على البيئة، كمساحات خضراء مفتوحة صديقة للمشاة تسهم في تعزيز جودة الحياة جنبا إلى جنب مع كونها وجهة متكاملة توفر بيئة حياة شاملة من مناطق سكنية وتجارية وترفيهية وثقافية.
حسنا، هذه مدينة أخرى تضاف إلى الرياض الكبرى الحبيبة التي تضم بين جنباتها مدينة رقمية، ومدنا صناعية، وأكبر حديقة في العالم يمكنني عدها مدينة خضراء، فضلا عن المدن الأخرى الرياضية والترفيهية وتلك التي تبنى أو ستأتي ضمن جدول الرؤية، أو ضمن مفاجآت سارة تعلن من وقت إلى آخر.
بإعلان المدينة غير الربحية تضيف الرياض مراتب جديدة إلى تصنيفها العالمي، ويضيف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد مراتب جديدة للوطن، ومجالات أرحب للمواطنين والمقيمين والمستثمرين والمبدعين والحالمين.
الرياض، مدينة المدن، تزداد ثيابها القشيبة يوما بعد يوم، ويرتفع سقف معاييرها والمعيشة فيها إلى درجات أعلى، وتزداد المواعيد التي تضربها مع التفوق، ومع ما يستلزمه ويعنيه على جميع المستويات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي