Author

مرحبا بالـ 60

|
يمر الإنسان بمراحل مختلفة في حياته، ولتكون كل مرحلة منها مفعمة بالهناء والسرور، فإنه لا بد من أن يدرك الإنسان طبيعة هذه المراحل ما أمكنه ذلك، علما أن لمن يحيط به من الأهل والأقارب دورا في ذلك. تبدأ المراحل من مرحلة الطفولة فالمراهقة ثم الشباب فالكهولة ثم الشيخوخة وأخيرا مرحلة أرذل العمر.
ووفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية الجديد، فإن مرحلة الشباب تستمر إلى 65 عاما وبعدها تبدأ مرحلة متوسطي العمر إلى 80 عاما. في كثير من الدول يبدأ التقاعد ببلوغ الإنسان 60 عاما، وحينها فإنه من المفترض أن يقول الإنسان مرحبا بالـ60! وذلك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها أن الإنسان قد أصبح لديه من النضج والحكمة والخبرة والإدراك ما يجعله يكيف هذه المرحلة، لتكون أجمل مراحل العمر، أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليها اسم مرحلة السعادة الحقيقية. فليست السعادة والصحة مرتبطة بالخلو من الأمراض فحسب، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية، ومثل هذه السعادة لا ترتبط بالعمر ولا تقاس به بحال من الأحوال، فنجد أن أحاسيس الرضا بعد الـ60 تكون عالية وأحاسيس الإحباط تكون أقل، كما يزداد الإيمان في القلب.
وهناك أمور ينبغي لمن بلغ الـ60 أن يدركها ومن ذلك أنه ليس مطالبا بحل هموم العالم، ولذا عليه أن يبتعد عن متابعة الأخبار السيئة التي لا طائل من وراء متابعتها، وأن يطلب من أهله وجلسائه ألا يزعجوه بأي أخبار سيئة، كما أنه على المحيطين به أن يحلوا أي مشكلات فيما بينهم دون إقحامه في حلها. وعليه أن يتغاضى عن كثير من الأمور والمنغصات وألا يكثر الجدال خاصة مع أولئك الذين يرون في الجدال متعة لهم! كما أن عليه أن يلتفت إلى صحته الجسدية وذلك بالحرص على تناول الأغذية الصحية الغنية بالألياف والفيتامينات، وأن يقلل من الأغذية المحتوية على الكربوهيدرات والدهون، وأن يحرص على ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة دون أن يغفل عن صحته النفسية بمحافظته على الإيمانيات وحب الآخرين ومساعدتهم، وأن يسافر مع من يشعر بالراحة والأنس بقربهم. إن غاية الإنسان حين بلوغه هذه المرحلة من العمر أن يعيش حياة هانئة وسعيدة وهي غاية سهلة وميسرة لمن أدرك سبل الوصول إليها.
إنشرها