امتلاك العقارات في أمريكا والصعاب «2 من 2»
من الصحيح في الأغلب الأعم أننا لا ننشئ مزيدا من الأملاك العقارية، إذا تعاملنا مع الأرض بالمعنى الدقيق للكلمة فقط. الواقع أن إيجاد الأراضي، كما في حالة أرخبيل دبي الاصطناعي، ليس حلا قابلا للتوسع. لكننا نضيف بشكل أساسي مساحة جديدة من خلال إنشاء بنايات شقق شاهقة الارتفاع، وتجد أرضا افتراضية في هيئة خدمات المؤتمرات عبر الإنترنت والتخزين الإلكتروني، كما نعمل على تحسين النقل حتى يتمكن الناس من العيش في مناطق نائية أراضيها رخيصة. ثم سرد مراسلي عبر البريد الإلكتروني تجربته الخاصة في سوق الإسكان في الولايات المتحدة:
"كان أول منزل اشتريناه عام 1971 مقابل 19 ألف دولار، والآن تتجاوز قيمته 300 ألف دولار، والمنزل الثاني مقابل 34 ألف دولار، وتتجاوز قيمته الآن 400 ألف دولار، والثالث مقابل 130 ألف دولار، والآن تتجاوز قيمته 450 ألف دولار، والرابع مقابل 190 ألف دولار، والآن أصبحت قيمته 435 ألف دولار، والخامس مقابل 305 آلاف دولار، وبيع بملغ 800 ألف دولار بعد ثلاثة أعوام، والمنزل الحالي اشتريناه مقابل 300 ألف دولار (اخترنا منزلا صغير الحجم بعد التقاعد) والآن تبلغ قيمته 450 ألف دولار".
وفقا لأرقامه، ارتفعت قيمة المنزل الأول بمعامل 15.8 (300 ألف/ 19 ألفا). لكن خلال فترة الـ 50 عاما تلك، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بمعامل 6.7، وهذا يعني أن القيمة الحقيقية للمنزل لم تتجاوز الضعف إلا قليلا، وأن عائد السعر الحقيقي السنوي المتراكم خلال العقود الخمسة كان 1.7 في المائة فقط.
أشار أخيرا إلى أن "حتى قوانين الضرائب تحابي امتلاك العقارات". هذا صحيح. فهناك غالبا إعانة ضريبية لملكية المنازل، ففي أغلب الدول لا يخضع الإيجار المحسوب على المساكن التي يشغلها مالكوها لضريبة الدخل. لكن يبدو أن هذه الإعانة الضريبية لا تزداد، وبالتالي فإنها لا تبرر الزيادات المستمرة في أسعار المساكن.
لكني أتعامل بجدية مع الحتمية الأخلاقية التي أعرب عنها مراسلي عبر البريد الإلكتروني. فحتى عند مستويات أسعار المساكن المرتفعة حاليا في الولايات المتحدة، لا يزال الشراء منطقيا في حالة أولئك العازمين على ملكية المنازل ويريدون مواصلة حياتهم. إن ملكية المنزل من الممكن أن تعمل على تنشيط النزعة المجتمعية، والميل إلى تكوين صداقات طويلة الأمد، وحس الأمان والديمومة.
علاوة على ذلك، يساعد شراء المسكن بالاستعانة برهن عقاري، كآلية لضبط النفس الناس على ادخار المزيد. ويشكل الانضباط المفروض على مالكي المساكن الشباب من خلال سداد أقساط الرهن العقاري بشكل منتظم محركا أساسيا للادخار لأعوام التقاعد. وبوسع المشترين أن يتحوطوا من بعض المخاطر التي تصادفهم في سوق العقود الآجلة لمؤشر أسعار المساكن.
في النهاية، يتعين علينا أن نتجنب الخلط: من الواضح أن امتلاك المسكن له فوائده. لكن الأشخاص الذين يرغبون حقا في الشراء الآن يجب عليهم أن يكونوا على يقين من قدرتهم على تقبل ما قد يكون مسارا وعرا طويل الأمد ومخيبا للآمال لقيم المساكن.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2021.