الذهب الأحمر
بين الحين والآخر تنتشر رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى سرعة التبرع بالدم لحاجة مريض ماسة إلى ذلك، خاصة من أصحاب فصائل الدم النادرة، ونرى في وسائل الإعلام وإعلانات الطرق ما يحض على ذلك. إن هذا لم يأت من فراغ، وإنما من شعور بأهمية التبرع لما يسمى «الذهب الأحمر»، ففي التبرع بالدم فوائد يصعب حصرها أو الإحاطة بها، فهو صدقة جارية وتفريج كربة وتعاون على البر والتقوى وسعي في إنقاذ حياة الآخرين، فضلا عن فائدته المباشرة للمتبرع من الناحية الصحية، فهو يساعد على تنشيط الدورة الدموية وحرق السعرات الحرارية، وله دور رئيس في التخلص من الحديد الزائد في الدم. وأثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يتبرعون بدمهم، ولو مرة واحدة في العام، أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم وأمراض القلب، بجانب أن التبرع بالدم سيتيح للمتبرع فرصة التأكد من خلوه من الأمراض. التبرع بالدم خطوة نبيلة تعد دعوة شرعية وإنسانية ووطنية. وخصصت الأمم المتحدة يوما عالميا لذلك سمي «اليوم العالمي للتبرع بالدم» يوافق 14 من حزيران (يونيو) من كل عام. تؤكد الدوائر الصحية أنه لا يوجد أي مخاوف أو مخاطر على من يتبرع بدمه، لأن الجسم يقوم بتعويض حجم الدم المتبرع به خلال ساعات محدودة، ويمثل التبرع بالدم صورة من صور التكافل الاجتماعي، والحق - سبحانه - يقرر «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، «وتعاونوا على البر والتقوى»، وفي الحديث: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة». وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، فقد يكون المتبرع في وقت من الأوقات بحاجة ماسة إلى من يتبرع له، وحينها سيدرك أهمية هذا الأمر. إن الصدقة إذا كانت بالمال فشأنها عظيم، فكيف إذا كانت بالدم الذي يعد عنصر الحياة؟ هناك تطبيق جميل للتبرع بالدم في المملكة سمي (وتين)، وهو مبادرة نبيلة تقدم عديدا من المزايا للمشترك، منها أنه يوفر قائمة بمواقع بنوك الدم، ويذكر بمواعيد التبرع والحملات ذات العلاقة، والانضمام إليه متاح مجانا للجميع.