توسيع دائرة اكتشاف المواهب

غالبا ما يلاحظ على جهة ما، عدم حضورها الإعلامي والقصد هنا بهذه الملاحظة ـ من وجهة نظري ـ ليس الدعاية والأخبار عن الإنجازات فهذا الجانب الكل تقريبا يقوم به بنشاط، رأيي أن الملاحظة تتجاوز ذلك إلى التعريف بطرق الوصول إلى خدماتها والرد الواضح على أسئلة واستفسارات المهتمين بشكل يتناسب مع واقع السرعة والاختصار الذي نعيشه.
وبدعوة كريمة من الدكتور سعود بن سعيد المتحمي وزير الدولة السابق، وأمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة للموهبة والإبداع "موهبة"، زرت بصحبة جمع كريم من الزميلات والزملاء أعضاء جمعية الكتاب "رأي" مقر المؤسسة "موهبة"، وفي جلسة مبسطة وثرية استمعنا إلى حوار مع خمسة من خريجي موهبة أربعة شباب وشابة من مختلف التخصصات بعضهم وصل إلى إدارة منشآت إما خاصة وإما في جهة حكومية بعد مسيرة وجهد دؤوب طبعا، جمعتهم "موهبة" ولم يتناس أحد منهم في حديثه عن تجربته الإشارة المتكررة للعرفان والتقدير الذي يشعرون به تجاه ما قامت به "موهبة" من احتضانهم والأخذ بأيديهم من الصغر ورعاية مواهبهم حتى استطاعوا الوقوف والمشاركة بفاعلية في خدمة الوطن كل في مجاله، ولا شك أن هذه العينة من الموهوبين قلادة نجاح ذهبية للمؤسسة وإدارتها، ولا بد أن هناك غيرهم ممن لم يسمح الوقت بحضورهم للمشاركة، وانطباع الحضور من الضيوف كان جميلا فالكل تقريبا أشاد بالجهود مع تقديم بعض الأفكار المفيدة لتطوير عمل "موهبة".
وعطفا على الملاحظة التي ذكرتها في بداية المقال، ينتظر من إدارة "موهبة" مع خبرة تراكمت لديها توسيع دائرة العمل على اكتشاف المواهب، لتصل لمختلف شرائح المجتمع وعدم الاعتماد على مدارس النخبة وهي أقدر من غيرها كما يعلم الجميع، أيضا عدم انتظار جهود وزارة التعليم لاكتشاف المواهب في مدارسها فهي مشغولة بعبء ثقيل وتتدخل البيروقراطية والنمطية في أدواتها.
الأمر الآخر المهم في نظري هو استثمار هذه المواهب من شباب وشابات في مجال الحضور المتبسط في وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، لإحداث تأثير إيجابي للنشء، لأن متسيد المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها ممن يتابعهم النشء، محتواه في غالبه استهلاكي سطحي لا يحقق قيمة معتبرة ولا يغرس بذرة إيجابية، بل إن كثيرا منه ينتج ضررا، ومع إدمان النشء على الإنترنت فنحن بحاجة ماسة إلى قدوات شبابية إيجابية في المجتمع تصل إليهم في منصات يتابعونها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي