البلدان النامية .. التطعيم وإعادة الاقتصادات «2 من 2»
البنك الدولي شريك في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد - 19 "مسرع الإتاحة"، وهي عبارة عن تعاون بين المؤسسات الصحية العالمية لضمان تكافؤ فرص الحصول على الإمدادات المتاحة من اللقاحات والعلاجات وأدوات الاختبارات للبلدان النامية، ويشارك في قيادة أداته للربط بين الأنظمة الصحية بالتعاون مع الصندوق العالمي والمنظمة.
وبشأن مساعدة البلدان على الاستعداد لإطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق، فإن البلدان النامية لا تحتاج إلى الحصول على مزيد من جرعات اللقاحات فحسب، بل يجب عليها أيضا أن تكون مستعدة إلى توزيعها على الصعيد المحلي. ولتحقيق ذلك، فإن ما يقرب من نصف الموارد التمويلية التي طلبتها البلدان من البنك الدولي حتى الآن للحصول على اللقاحات، يذهب إلى تدعيم أنظمتها الوطنية لتوزيع اللقاحات. ويشمل ذلك تحسين البيانات وأنظمة التتبع، وتطوير سلاسل التبريد، وتدريب العاملين الصحيين، والمشاركة المجتمعية التي تبني الثقة العامة الأساسية في الأنظمة الصحية.
قد أحرز عدد من البلدان بدعم من البنك الدولي في أحيان كثيرة تقدما كبيرا في الأعوام الأخيرة في تدعيم بنيتها التحتية للرعاية الصحية. ومع ذلك، لا تتوافر لدى بعض البلدان القدرة على تنفيذ ما قد يكون من بين أكبر التدخلات الصحية في التاريخ.
وتظهر أحدث البيانات المستمدة من تقييماتنا لمدى الاستعداد لإعطاء اللقاحات "المعدة بالتعاون مع تحالف (غافي) والصندوق العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية"، أنه على الرغم من أن نحو 95 في المائة من البلدان قد وضعت خططا وطنية للتطعيم و81 في المائة لديها تدابير للسلامة، فإن 64 في المائة فقط وضعوا خططا لتدريب العدد الكبير الضروري من القائمين بالتطعيم في هذه الحملة. فنحو نصف البلدان فقط لديها خطط تواصل عامة لبناء الثقة لدى الجمهور وتعزيز الطلب على لقاحات كورونا.
وحول فكرة زيادة إنتاج اللقاحات، ولا سيما في إفريقيا، لأنه خلال معظم هذا العام، تزايد مستوى الوعي بضرورة زيادة إنتاج اللقاحات، ولا سيما في البلدان أو بالقرب منها التي تعاني حاليا نقص الجرعات.
ومن هذا المنطلق، فقد أقامت مؤسسة التمويل الدولية، وهي ذراع مجموعة البنك الدولي للتعامل مع القطاع الخاص، شراكة مع كل من مؤسسات التمويل الإنمائي الفرنسية والألمانية والأمريكية بشأن استثمار بقيمة 600 مليون يورو في شركة إسبن فارماكير في جنوب إفريقيا، التي تقوم بدور رئيس في إنتاج لقاحات كورونا والعلاجات ووسائل التشخيص والاختبارات ذات الصلة في القارة الإفريقية.
وإضافة إلى ذلك، تستثمر المؤسسة في عديد من شركات تصنيع اللقاحات المحلية الصالحة للاستغلال من الناحية التجارية في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، لتوسيع إنتاجها للقاحات كورونا بترخيص أو العمل على إنتاج اللقاح الخاص بها أو كليهما.
إننا بحاجة إلى تحقيق تكافؤ الفرص على مستوى العالم في الحصول على لقاحات كورونا، ليس فقط لأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، بل لأنه الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها السيطرة على الجائحة. ولهذا، تبذل مجموعة البنك الدولي مع الشركاء الرئيسين جهودا غير مسبوقة ليس فقط لمساعدتنا على الوصول إلى هذا المكان الأفضل، ولكن للوصول إلى ذلك في أقرب وقت ممكن.