مبادرة السلامة أولا

إدراك العواقب المحتملة يأتي نتيجة للتجارب، تجاربك الشخصية في الأغلب أو تجارب غيرك أحيانا. أثر التجارب الأخيرة يتحقق كلما كانت وسيلة التوعية جذابة، وفي حوادث المرور لعلك تلاحظ أن معظم المارين بها يقفون متفرجين وهم في سياراتهم يتفحصون الحادث، ثم ينطلق كثير منهم بأقصى سرعة حتى وهم ينظرون إلى الخلف لا إلى الأمام.
والتوعية المستدامة في غاية الأهمية بل زادت أهميتها نتيجة كثرة المحفزات التي يتعرض لها النشء ـ خصوصا في مرحلة الفتوة بما تحتويه من عدم إدراك للعواقب ولا مبالاة ـ وسط المحفزات على السرعة في قيادة السيارات والطيش مع شيوع وسائل التواصل والمقاطع تضيع رسائل التوعية، إضافة إلى أنها تفتقد للاستدامة والتنوع.
في زمن ماض كان منظر سيارة مهشمة نتيجة سرعة متهورة مؤثر، الآن لم يعد لمثل هذا المنظر وقع كما في السابق.
ولأن النسبة العظمى من سكان المملكة هم من الشباب وصغارهم تحديدا والتفحيط والسرعة والمراوغة عند قيادة السيارة تستهوي بعضهم، ويرون فيها "مرجلة" و"شطارة " أدعو إلى مبادرة "السلامة أولا"، مبادرة تقوم بها إدارة المرور مع وزارة التعليم توجه رسائلها إلى طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية داخل المدرسة، أسبوعيا على الأقل حصة عن السلامة يستضاف فيها ولو عن بعد المؤثرون من مشاهير تنجذب إليهم هذه الفئة من لاعبي كرة قدم أو غيرهم، إضافة إلى من حصلت لهم حوادث مرورية أقعدتهم أو سببت لهم مشكلات صحية دائمة أو فقدوا جراءها عزيزا أو حبيبا، ولا يمانعون في الظهور والتحدث عن تجربتهم المؤلمة وأثرها في مستقبلهم.
والهدف غرس فكرة إيجابية في عقول النشء، خلاصتها أن السيارة وسيلة مواصلات فيها خطورة حين لا يحسن استخدامها، وأنها ليست أداة استعراض ومباهاة وتفاخر كما أنها ليست سلاحا يؤذى به الآخرون في الطريق، فما أسهل أن يرتد هذا السلاح على من هو منتش به.
والآن مع سهولة استخدام التقنية الرقمية ضمن الاقتراح تنشأ جائزة لأفضل رسالة توعية حول السلامة المرورية، رسالة غير تقليدية، ومبتكرة يقوم بعملها الطلاب أنفسهم لتحفيزهم على المشاركة، فما ينبع منهم سيصل إلى أكثرهم ويحقق الأثر المطلوب بتوفيق الله تعالى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي