التعليم والطيران

أكثر الأسئلة هذه الأيام، تطرح على وزارة التعليم، وأغلبيتها أسئلة متأخرة، لأن العلم بما استدعى طرحها جاء متأخرا، ومن يسأل ليس أولياء أمور الطلاب والطالبات فقط، بل معلمون ومعلمات، من أبسطها مناهج جديدة لم يتوافر لها كتب وخطط واضحة، فتجلس المعلمة أو المعلم في الحصة الدراسية تحرس الطالب/ات في فراغ مشوب بالحذر، كلما كان العدد في الفصل كبيرا وإجراءات احترازية مطلوبة.
والواقع أن الوقت كان متاحا للوزارة لتناقش فكرة المناهج الجديدة" وغيرها من أفكار تنوي تطبيقها) مع من تنتقيهم من معلمين ومعلمات، كما تفعل بعض الجهات الحكومية، حينما تطرح مشروعا ما لمرئيات العموم، والمعلمون والمعلمات هم أفضل من يناقش مناهج سيقومون بتعليمها، هذا يقود إلى معرفة واقع أن هناك ما يشبه حالة القطيعة بين الوزارة والمعلم والمعلمة، هناك فجوة بينهما لا تسد إلا بالتعاميم، رغم دورهم الرئيس في ترجمة خطط الوزارة وطموحاتها، ومن الطبيعي أن يكون هناك مناهج جديدة لمزيد من تطوير التعليم ولحاقه بالمستجدات، لكن من المهم ألا نثقل على الطلاب ومن يعلمهم، فالمهم هو الحصيلة والفهم، وليس القول والإخبار بأن لدينا مناهج جديدة. حددت مسألة واحدة، وإلا فإن هناك كثير من الأسئلة لوزارة التعليم، والإجابة عنها بشفافية، مطلوبة للمصلحة العامة التي تنشدها وننشدها .
...
هناك عديد من الجهات الحكومية التي حققت نجاحات في التعامل مع الظرف الاستثنائي لجائحة كورونا وآثارها، صحيح أن بعضها تأثرت خدماتها الأساسية، إلا أن هذا يمكن تفهمه مؤقتا مع ظروف طارئة تعانيها دول العالم المتقدمة والمتأخرة، في المقابل، هناك جهات حكومية أخرى لم تستطع مواجهة تحدي الظروف والتعامل معها بما يخفف على الناس، وتركت المسائل العالقة لجهات خدمية تقع تحت إشرافها من شركات أو مؤسسات، والملاحظ أن الجهات الحكومية التي لا تتفاعل مع الشكاوى، تقبع في الظل ولا تمس وتكتفي هذه الجهات بتغريدات توعوية مكررة على "تويتر"، على سبيل المثال لا الحصر، هيئة الطيران المدني رغم تكرار إلغاء رحلات دولية سواء لخطوط طيران محلية أو دولية ورفع أسعار تذاكر بشكل مستمر ومبالغ فيه، إلا أنها غير حاضرة في المشهد، وكأن المسألة لا تعنيها، مع أن بإمكانها في الحد الأدنى شرح الواقع واحتمالات المستقبل لمن يعنيهم الأمر. وأصبح المعتاد أن يحجز الراكب ويدفع قيمة تذكرته ثم قبل أيام من سفره تلغى الرحلة دون تسبيب، فالجهة المعنية لا تتفاعل، وكأنها غير موجودة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي