الحاجة إلى الإبداع

قبل أن نحدد مدى الحاجة إلى الإبداع، لا بد من معرفة ما الإبداع الذي نقصده؟ يعرف المختصون الإبداع بأنه القدرة على ابتكار أو إحداث أو إيجاد شيء جديد، أو أنه تطوير غير مسبوق لأمر مألوف، وبعبارة أخرى إنه التفكير غير التقليدي أو لنقل التفكير خارج الصندوق، وبالتالي فإن من استطاع أن يوجد أو يفكر في أمر لم يفطن له الآخرون يطلق عليه مصطلح "مبدع".
واللافت إلى النظر أن المختصين يؤكدون أن الإبداع ليس مجرد موهبة وإنما مهارة يمكن تعلمها وتطويرها، ليتمكن بالتالي من اجتاز هذه المهارة أن يوجد حلولا ابتكارية لأي نوع من المشكلات، كما يرى الخبراء أن الإبداع مثل العضلة في جسم الإنسان التي تحتاج إلى الحركة والتدريب لتعمل بشكل أفضل.
إنه مما يشجع على الإبداع ألا نثبط من يطرح فكرة أو رأيا نرى أنه غير مألوف وننتقده، بل المفروض أن ندعمه سواء بالتأييد والثناء أو بمساعدته على تطوير فكرته وبلورتها بشكل أفضل. ومما يلاحظ أخيرا أنه مع التطور الهائل في العلوم وبالأخص في مجال البرمجة والحواسيب، فإن فكرة ترى بسيطة في مجال المعرفة البرمجية، قد تحدث نقلة نوعية تقود بالتالي إلى تطور مذهل لم يكن في الحسبان.
إننا إذا أردنا أن يكثر المبدعون في مجتمعنا فعلينا أن نركز على ذلك منذ المراحل التعليمية الأولى وإلا تكون المناهج تلقينية بحتة، وإنما ننشئ نظاما تعليميا يقوم على دعم الإبداع والمبدعين وليس قمعهم وتثبيطهم، وأذكر هنا واقعة حدثت لأحد الأصدقاء واسمه "ناصر" حين سأل الأستاذ عاصم سؤالا إبداعيا خارجا عن الأسئلة التقليدية فرد عليه الأستاذ ونهره عن الفلسفة.
وقد كان ناصر شاعرا فأنشد:أعاصم أخجلتني في الحضور
وصيرتني حالتي مؤسفة
سؤالي أظن سؤالا وجيها
لماذا تسميه بالفلسفة
ولو كنت غير مريد العلوم
لما وسعتني سوى الأرصفة!
إنه لمن المؤكد أن لدى الشباب طاقات إبداعية وواجبنا وواجب الجهات ذات العلاقة أن ندعمها ونشجعها.
إن رؤية المملكة 2030 أكدت أهمية توفير فرص التعلم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة تعزز وتشجع الإبداع والابتكار وتوفر الفرص التي تعنى بالموهوبين، فالإبداع هو الكنز الحقيقي لنماء المجتمعات ورقيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي