default Author

علماء متوحشون

|
يسعى العلماء والأطباء دوما إلى حماية البشرية من الأمراض، بإيجاد الأدوية التي تقضي عليها أو العمليات الجراحية التي تستأصل المسبب، أو عمل التجارب النفسية لفهم البشر وحقيقة ردات فعلهم تجاه بيئاتهم. تجارب في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، خصوصا قبل وضع القوانين التي تحمي البشر وتحدد أخلاقيات البحث العلمي، لأن بعض الأبحاث إما تحول هو نفسه إلى وحش وسعى وراء المكاسب المادية والمعنوية متناسيا إنسانيته وأخلاقيات مهنته، وإما حوّل أفراد التجربة إلى مسوخ وتسبب في أذاهم نفسيا وجسديا أو قتلهم!
المؤلم أنهم يختارون لتجاربهم أناسا لا حول لهم ولا قوة من أطفال قصر أو أيتام وفقراء أو سجناء وعبيد. من أبشع التجارب ما قام به العالم المهووس جون ب.واطسون؛ على طفل يدعى ألبرت لا يتجاوز عمره 11 شهرا، محاولا من خلال تجربته إثبات أن الأطفال من الممكن أن يتعرضوا إلى حالة من الخوف غير المنطقي.
وبالفعل، قام واطسون بإحداث أصوات مزعجة في كل مرة يلعب فيها ألبرت مع ألعابه، ما جعل الطفل يخاف من كل شيء حوله حتى إن وجهه ظل شاحبا طوال فترة التجربة، واستمر كذلك طيلة حياته، ويقال إنه انتحر للتخلص من الخوف الذي سيطر على حياته!
ومن أبشع التجارب دراسة سميت بـ"الوحش" كان الغرض من هذه الدراسة هو تدمير الثقة بالنفس داخل 11 طفلا على أمل أن يكتشف علماء النفس السبب في تأتأة الأطفال، تم اختيار 22 طفلا من أحد الملاجئ نظرا إلى عدم موافقة عديد من الآباء على خضوع أطفالهم لمثل هذه التجارب، وبالفعل قسم الأطفال إلى مجموعتين 11 منهم يعانون التأتأة فعليا وأقنعوهم بعكس ذلك، والباقون كانوا سليمين لا يعانون شيئا تم تعريضهم للمهانة وتحطيم الآمال لمدة ستة أشهر. كانت النتيجة أن عانوا بالفعل التأتأة وعندما كبروا لازمهم الاكتئاب وانعدام الثقة. وفي عام 2007 قدموا لهم مبلغ 1.2 مليون دولار تعويضا بسبب هول الصدمة!
أما التجربة الأكثر رعبا ووحشية وصدمت حتى القائمين عليها حين حاول علماء روس تجربة عقار محفز يبقي الشخص مستيقظا لفترة طويلة، حيث طلبوا من خمسة سجناء البقاء مستيقظين لمدة 30 يوما لقاء حريتهم. أبقوهم داخل غرفة وضخوا عقارهم مخلوطا بالأكسجين وملأوا الغرفة بالكتب والطعام. مرت الأيام الأولى بسلام، بعدها تحول الخمسة إلى وحوش قتلوا أحدهم وأكلوه بدل وجباتهم، وحين دخل عليهم الحراس صدموا من كمية الدماء وأجساد السجناء الممزقة!
إنشرها