Author

أهمية التثبت

|
هناك عديد من الخصال التي يكون لها تأثير مباشر وقوي في المجتمعات من حيث سلامتها وتماسك أفرادها وقوة بنيانه، ومنها خاصية التثبت وعدم التسرع في قبول الشائعات ونشرها مباشرة وكأنها حقائق لا تقبل الشك أو الجدل.
ولطالما كان ذلك سببا في تفكك الأسر وتشرد الأطفال، فلربما أن شائعة واحدة أطلقها شخص أو مغرض كانت طريقا موصلا إلى أمور لا تحمد عقباها. ورد التحذير من عدم التثبت في مواضع عدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، حرصا على وحدة المجتمع ونقائه وتماسك أركانه، يقول الحق سبحانه «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وفي موضع آخر "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه.. الآية".
وفي هذا استنكار واضح لمن يبادر إلى الإخبار بالأمور ونشرها قبل التحقق من صحتها، وفي الحديث، "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع". إن عدم التروي في نقل الأحاديث والشائعات يقود إلى اضطراب في شؤون الناس والضرر والمفسدة.
يلاحظ أخيرا ومع توافر الوسائل الحديثة في التواصل الاجتماعي، التهاون في نشر الشائعات، وقد يعقب نقل الشخص لتلك الشائعة جملة - كما وردني - وكأنه بهذا يرفع الحرج عن نفسه، ولكن هيهات فالإنسان محاسب على تصرفاته كلها وعلى ما قد تسببه من أضرار فردية أو مجتمعية. إنه لمن الواجب عندما تصل إلى الإنسان معلومة أو خبر أن يتنبه إلى أمرين رئيسين: أولهما التثبت واستبيان الأمر والتحقق من صدقه قبل نقله أو الخوض فيه أو التحدث عنه، وثانيهما أن يرد الأمر إلى أهله وأصحاب الاختصاص فهم أدرى به من غيرهم.
إن نقل تغريدة مغرضة أو حديث من ناعق قد تحدث فتنة أو تفت في عضد مجتمع.
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
إن الواجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يكون سدا منيعا يحول دون انتشار أي أمر يضر بأمنه وأمن مجتمعه.
إنشرها