Author

أغذية على الطريق

|
يلاحظ في بعض شوارع وطرقات المملكة عديد من الرجال والنساء يقومون بعرض وبيع المواد الغذائية والمنتجات الموسمية والمشروبات المختلفة، منهم من يقف خلف سيارته وقد كشف عن بضاعته، ومنهم من يكون تحت مظلة مؤقتة وأمامه القدور والصواني المغلقة، ومنهم من يقف تحت أشعة الشمس الحارقة. ودائما ما يثار عديد من الأسئلة والشكوك سواء حول الباعة أنفسهم أو حول بضاعتهم، هل هم سعوديون؟ هل هم ممن يحمل إقامة نظامية؟ هل هم مرخصون من بلديات المناطق؟ هل لديهم شهادات صحية؟ وتستمر الشكوك حول سلامة ونظافة ما يعرضون من بضاعة.
هل هي مجهولة المصدر؟ هل هي صالحة للاستهلاك الآدمي على الرغم من تعرضها للحرارة والغبار وعوادم السيارات؟ نعم نحن لا نشك أن كثيرا منهم يبحث عن لقمة عيش كريمة ولا ننكر عليهم ذلك، ولكن ينطبق عليهم قول الشاعر،

أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
وهنا يبرز السؤال المهم، أين دور الجهات الرقابية المسؤولة عن مثل هذا الأمر؟ إذ إنه من المفترض أن يهيأ لمثل هؤلاء منافذ بيع على هيئة أكشاك جميلة مكيفة يحدد لها أماكن ومواقع خاصة، بحيث تعكس مظهرا حضاريا لطرقاتنا، وفي الوقت نفسه تحفظ كرامة هؤلاء الباعة وتمنع التشوه البصري القائم الآن، تؤجر لهم بأسعار رمزية تتلاءم مع قدراتهم المالية وتشكل بالتالي نقاط قوة اقتصادية جديدة.
نحن لا ننكر أن هذه الظاهرة موجودة في مختلف دول العالم خاصة فيما يتعلق ببيع المنتجات الزراعية الموسمية، فنرى ذلك في الدول الأوروبية والأمريكية والأسترالية وغيرها، ولكنها هناك مؤطرة بتنظيمات رقابية وصحية جعل منها منظرا حضاريا جميلا ومصدر رزق للمزارعين لبيع منتجاتهم دون وسطاء.
إن مطاردة ومنع هؤلاء لا يجدي ولن يحقق شيئا، وإنما المطلوب هو أن ينظم هذا الأمر ليخرج من دائرة الفوضى والعشوائية التي يمارسها الباعة إلى دائرة منظمة قائمة على ضوابط واشتراطات صحية غير معقدة، تضمن كرامة البائع وسلامة المعروض وبالتالي صحة المواطن والمقيم.
إننا في حاجة إلى وجود خطة عمل موحدة يتبناها جميع القطاعات ذات العلاقة تتضمن إيجاد حلول دائمة وليست وقتية لهذه الظاهرة، لتحولها من ظاهرة سلبية إلى ظاهرة إيجابية فاعلة.
إنشرها