العناية بالعملاء بالروبوت
لم يعد هناك سوى عدد محدود من المتحدثين الرسميين الفاعلين في الساحة الإعلامية ممن يتجاوبون مع القضايا المعروضة ولا يعرف سبب انزواء الكثرة من المتحدثين رغم أن هذه الوظيفة أصبحت موجودة في مختلف الأجهزة الحكومية والشركات الخدمية الكبيرة، ولا شك أن ذلك حقق أثرا سلبيا لدى المواطن في التفاعل مع قضاياه وقضايا غيره من المواطنين التي يمكن أن تحدث له. وحسابات العناية بالعملاء تلجأ إلى وسيلة الرسائل الخاصة، ويمكن فهم هذا من زاوية الحفاظ على خصوصية المعلومات، لكن لب المشكلة التي تعامل معها هذا الحساب وأنجزها "في المفترض" للمواطنين حق معرفة تفاصيلها، ففي ذلك توعية وإرشاد لهم فيما قد يتعرضون له. وكنت أتوقع أن يقوم المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء» بدور أكبر وأعمق، بحيث يوفر قياسا شفافا لأداء الأجهزة الحكومية يعلن للعموم، لكنه بقي في زاوية ضيقة ولم يستطع أن يتحول إلى أداة رقابية مطلوبة.
يقيس المواطن مدى فاعلية الأجهزة الحكومية والشركات الكبرى من خلال تفاعلها وحقيقة إنجازها بنتائج هذا التفاعل من حساباتها في "تويتر" لا غير، فهذه المنصة أصبحت الساحة الوحيدة تقريبا التي يعلم الناس منها ما يدور حولهم. ولو قدر لي طرح سؤال على مركز «أداء»، بحكم وظيفته، لطلبت منه إعلان عدد القضايا التي ظهرت في وسائل الإعلام والتي قالت الأجهزة الحكومية المعنية بها إنها ستحقق فيها لكنها لم تعلن نتائج التحقيقات حتى انشغل الناس بقضايا غيرها!
وأعتقد أن اتجاه أجهزة حكومية إلى الدعاية والإعلان عما تقوم به أو تعتزم القيام به قد أحدث تشويشا وأخفى الكثير مما يجب عليها إنجازه، من هنا لا بد من ترشيد دعاية الأجهزة الحكومية في وسائل التواصل والإعلام، ليس من باب ترشيد الإنفاق فقط، بل من باب أوسع وهو "وهم" الانطباع والشعور بالإنجاز الذي يحدثه سيل الدعاية.
...
وجود قناة تلفزيونية تبث مجانا وبشكل مباشر مباريات كرة القدم المحلية زمن الاحتراف في غاية الأهمية حتى لو كانت أقل لمعانا في تقنية البث، ودون استوديوهات تحليل. ولا يخلو الأمر من فائدة نعرف من خلالها ما "يفضله" الجمهور، وهل هو يبحث عن الإثارة لمجرد الإثارة ومتابعة من يصنع من الحبة قبة ترويجا لشخصه أو منصة يعمل من خلالها، ومع بداية الدوري لا ننسى دور هذه الإثارة السلبي في تفشي التعصب الرياضي.