Author

التمر ومؤشر السكري

|
يعد التمر في عدد من الدول المنتجة له مصدرا رئيسا للأمن الغذائي، تحتل المملكة الآن المرتبة الثانية على مستوى العالم في إنتاج التمور بنسبة 22 في المائة من الإنتاج العالمي، حيث تنتج ما يزيد على 1.5 مليون طن من التمور سنويا، كثيرا ما يتساءل الناس عن أهمية جعل التمور جزءا من نظامهم الغذائي، وهل تناوله بكثرة ينعكس سلبا على صحة الإنسان؟ ويردد البعض منهم المقولة المشهورة: التمر مسامير الركب، وهل ما زالت هذه المقولة صحيحة مع كثرة الغذاء الآن وتنوعه؟ أم أنها كانت صحيحة في فترة سابقة حين كان الناس يعتمدون على التمور مصدرا رئيسا لمعيشتهم، في هذا الصدد يشير كثير من الدراسات العلمية إلى أن التمور تحوي مجموعة من العناصر الغذائية المهمة، فبجانب أنها تحوي عددا من السكريات كمصدر مهم للطاقة، فإنها تحتوي أيضا على مجموعة من مضادات الأكسدة والألياف الغذائية والأحماض والبوتاسيوم والحديد والماجنيسيوم وعدد من الفيتامينات، كما تنشر المجلات العلمية بين الحين والآخر مقالات تشير إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به التمور في الحد من بعض الأمراض، ومن ذلك ما نشرته المجلة البريطانية للتغذية British Journal of Nutrition، أن تناول التمر يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون.
كما نشرت مجلة الزراعة وكيمياء الأغذية Journal of Agricultural and Food Chemistry مقالا يشير إلى أن استهلاك التمور يمكن أن يؤثر إيجابا في مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
يتساءل كثير من الناس عن أفضل أنواع التمور وأقلها احتواء على السكريات وأيها أكثر مناسبة لمرضى السكري؟ والجواب: إن كل أنواع التمور الناضجة تحوي سكريات تراوح نسبتها ما بين 50 و80 في المائة، ولا يوجد دليل علمي قاطع على أن هناك أنواعا محددة من التمور تناسب مرضى السكري أكثر من غيرها، وتؤكد الدراسات العلمية أنه ينبغي أن يستخدم مؤشر السكري الذي يعبر عن مستوى الجلوكوز في الدم بديلا عن نسب السكريات في التمور وبالأخص لمن لديهم ارتفاع في السكر.
وخلاصة القول: إن تناول الشخص السليم للتمر مفيد جدا على أن يكون باعتدال، أما من يعاني بعض الأمراض كالسكري، فإن تناوله للتمور يجب أن يكون تحت إشراف المختصين من الأطباء وإخصائيي التغذية.
إنشرها