Author

القرآن والحياة

|
إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده أن أنزل عليهم القرآن الكريم الذي لا حصر لأوجه إعجازه. إعجاز لغوي: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله..." الآية. إعجاز روحي: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا..." الآية. إعجاز في الشفاء للنفس والجسد: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة..." الآية.
إعجاز في الهداية: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم..." الآية. ترتبط الحياة بالقرآن ارتباطا وثيقا، إذ أثبت عديد من الدراسات العلمية أن للقرآن حفظا وتلاوة تأثيرا واضحا في صحة الإنسان النفسية والجسدية، وأن له القدرة على رفع النظام المناعي للإنسان وعلى تشكيل شخصيته لتكون شخصية سوية تمتاز بالطمأنينة والاستقرار، تغمرها السعادة والأنس ولا يشوبها قلق أو خوف أو حزن. وهذا التأثير يشمل حتى غير المسلمين "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور..." الآية.
القرآن يهز الوجدان ويرهف الأحاسيس والمشاعر ويصقل الروح، وقد عرض التلفزيون البريطاني برنامجا وثائقيا لأحد المعالجين الروحيين من غير المسلمين، وكان علاجه يرتكز أساسا على جمع المرضى في قاعة كبيرة وإسماعهم لتلاوات مرتلة من القرآن الكريم. وهذا ليس بالأمر الجديد، بل إنه قد حدث في وقت الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن استمع بعض غير المسلمين إلى القرآن فماذا كانت النتيجة: "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق..." الآية.
إن من أثر القرآن في حياة الإنسان أن يرزق الطمأنينة والأمان من التوتر والقلق: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب". ومن أثره قوة الذاكرة والفهم والبركة في الحياة والرزق والسمعة الطيبة بين الناس، وكما تحيا الأرض الميتة بالماء، فإن القلوب تحيا بالقرآن، وإذا كان مؤلفو كتب البرمجة العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الناس، يشيرون إلى أن قراءة بعض كتبهم ستغير من حياة القارئ، فكيف إذا بالكتاب المنزل من عند الله الذي لا شك أنه قادر على إعادة تشكيل شخصية الإنسان بل حياته برمتها.
إنشرها