محللون: أساسيات السوق النفطية في تحسن رغم العوامل المضادة

محللون: أساسيات السوق النفطية في تحسن رغم العوامل المضادة
أوبك+ مستمرة في ادارة المعروض النفطي العالمي بكفاءة عالية ومرونة.

توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما حقق خام برنت رابع مكسب شهري في تموز (يوليو) وصعد 2 في المائة على أساس أسبوعي بسبب التفاؤل بتعافي الطلب، وذلك على الرغم من تسارع الإصابات مجددا بمتغير "دلتا" ومع استمرار انتشار اللقاحات المضادة للوباء.
وأوضح لـ"الاقتصادية" مختصون أن بدء مجموعة "أوبك+" في ضخ زيادة إنتاجية مطلع آب (أغسطس) بمقدار 400 ألف برميل يوميا علاوة على تعديل خطوط الأساس لإنتاج خمسة من كبار المنتجين في المجموعة يجيء في إطار رؤية متفائلة للسوق مع استمرار الحذر من العوامل المضادة، التي تبطىء خطط تعافي الطلب العالمي.
وذكر المختصون أن الطلب الثابت وقلة الإمدادات أدتا إلى تهدئة المخاوف من أن موجة جديدة من إصابات متغير دلتا لفيروس كورونا قد تعوق استهلاك الطاقة، مشيرين إلى أن ذلك دفع العقود الآجلة إلى ارتفاع 2.6 في المائة، في الأسبوع الماضي.
وأشاروا إلى التحسن المستمر في أساسيات السوق على الرغم من بقاء العوامل المضادة، ولكن تم رصد حالة إيجابية من الطلب القوي في الاقتصادات الرئيسة، التي يراقبها التجار، خاصة بعد تسجيل الهند أكبر مكاسب في نشاط القيادة بعد تراجع القيود.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة إن أسعار النفط الخام ستواصل على الأرجح حصد المكاسب على الرغم من زيادة المعروض من جانب مجموعة "أوبك+"، ولكن الزيادة موضع اتفاق دولي واسع بأنها زيادة حذرة وأن وتيرة تعافي الطلب أسرع بكثير.
وأوضح أن أساسيات السوق إيجابية للغاية والإمدادات النفطية– على الرغم من الزيادة– ما زالت بوتيرة أقل من انتعاش الطلب مرجحا أنه من الصعب أن ترى السوق تراجعا قريبا في أسعار النفط الخام، حيث من المتوقع أن تظل إمدادات النفط الخام ضيقة حتى نهاية العام الجاري وهو ما يعزز استمرار مكاسب الأسعار.
ويضيف دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن الأسبوع الجاري، وهو أول أسبوع لتطبيق زيادات الإنتاج من قبل مجموعة "أوبك+" على الأرجح لن يعوق ذلك تواصل المكاسب بفضل انتعاش الطلب، وعلى الرغم من ضغوط انتشار الوباء، الذي يهدد بعرقلة التعافي الاقتصادي، ولكن يبقى الطلب في مستويات صحية متماسكة، خاصة في الاقتصادات الغربية.
وأشار إلى أن توقعات أسعار الخام الأمريكي تذهب إلى تسجيل مستوى 80 دولارا للبرميل على المدى القريب، خاصة بعدما كشفت كبرى الشركات الأمريكية مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" أن الإنفاق الرأسمالي سيظل منخفضا، ولم يبد أي علامات على العودة إلى وضع النمو في الإنتاج في المرحلة الراهنة، وذلك في ظل التركيز على توجيه الفائض النقدي نحو تخفيض الديون.
ومن ناحيته، يقول بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن الزيادة الحذرة من إنتاج مجموعة "أوبك+" والتى بدأت مع مطلع آب (أغسطس) الجاري موضع متابعة ومراقبة من كل شركات الطاقة الدولية، خاصة بعدما انفردت "أوبك+" بكونها القائد الفعلي للسوق، ونجحت في تجاوز كل التحديات السابقة والحفاظ على الجماعية في قراراتها وتماسك عمل المجموعة.
وأشار إلى أن أسعار النفط الخام تلقت دعما كبيرا في الأسبوع الماضي من تقلص المخزونات النفطية في الولايات المتحدة بشكل فاق التقديرات السابقة لتسجل أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني (يناير) 2020، لافتا إلى أن المؤشرات ترجح استمرار تقلص المخزونات في الأسبوع الجاري، واستمرار تشديد السوق.
وبدورها، تقول أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية: "إن أوبك+ تستمر في إدارة المعروض النفطي بكفاءة ومرونة عالية وتضيف إلى إمداداتها الجماعية 400 ألف برميل يوميا، وهي زيادة حذرة ومحدودة، نظرا لعدم استقرار السوق، واستمرار التأثيرات السلبية لمتغير "دلتا" من فيروس كورونا.
وأشارت إلى أن الإدارة من قبل المجموعة زادت رسوخا بعد تراجع المخاوف من إمدادات مفاجئة من الدول المعفاة من قيود الإنتاج، حيث تراجعت تحديدا حالة القلق في السوق من احتمال أن إيران قد تغرق السوق بالبراميل الإضافية، وذلك في ضوء استمرار تعثر المفاوضات النووية في فيينا، موضحة أن الرياح المعاكسة في السوق تتركز حاليا في إصابات كورونا، وقيود الإغلاق المتزايدة في بعض المناطق، بخاصة في عديد من الدول الأوروبية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع وشهر تموز (يوليو)، ارتفعت أسعار النفط الجمعة، ليحقق خام القياس العالمي برنت مكاسب للشهر الرابع في ظل تنامي الطلب أسرع من العرض وتوقعات بأن تخفف اللقاحات وقع زيادة جديدة في إصابات كوفيد-19 بأنحاء العالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر)، التي حل أجلها الجمعة 28 سنتا بما يعادل 0.4 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 76.33 دولار للبرميل، وأغلق عقد تشرين الأول (أكتوبر) الأنشط مرتفعا 31 سنتا إلى 75.41 دولار للبرميل.
وتقدمت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 33 سنتا أو 0.5 في المائة، لتختم الجلسة على 73.95 دولار للبرميل. وحقق كلا خامي القياسي مكاسب بأكثر من 2 في المائة، على مدار الأسبوع، في حين ارتفع برنت 1.6 في المائة، في تموز (يوليو)، صعوده الشهري الرابع على التوالي، واستقر غرب تكساس على مدار الشهر.
وحتى مع تنامي إصابات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وبأنحاء آسيا وأجزاء من أوروبا، ويقول المحللون إن ارتفاع معدلات التطعيم سيحد من الحاجة إلى إغلاقات صارمة كالتي عصفت بالطلب في ذروة الجائحة العام الماضي.
وقال جيم ريتربوش، رئيس ريتربوش وشركاه في جالينا في ولاية إيلينوي، "يبدو أن سوق النفط أعادت النظر في عامل فيروس كورونا عندما خلصت إلى أن الطلب لن يشهد إلا تراجعا متواضعا، ولو قياسا إلى تهاوي الاستهلاك في العام الماضي".
وأوضحت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن العقود الآجلة للنفط الخام وسعت مسيرتها الصعودية في ختام الأسبوع الماضي، واستقرت مرتفعة للجلسة الثالثة على التوالي، حيث نظرت السوق إلى مخاوف الطلب المرتبطة بالوباء بشكل أقل مقابل تشديد توقعات العرض. وأشار تقرير الوكالة نقلا عن محللين في "كومرتس بنك" تأكيدهم أنه على الرغم من بقاء أعداد الحالات الجديدة عند مستوى مرتفع يبدو أن سوق النفط لم تعد تنظر إلى قضية متغير "دلتا" بالتوجس نفسه، الذي كان عليه في بداية الأسبوع الماضي. وأضاف، أن هناك ثقة بأن حملات التطعيم الجارية في الدول الصناعية ستمنع أي إعادة لفرض القيود على التنقل على نطاق واسع، موضحا أن الموجة الحالية لها بالفعل تأثير أقل خطورة على الطلب على النفط مما كان عليه في بداية الوباء. وسلط التقرير الضوء على بدء مجموعة "أوبك+"، اليوم الأحد، زيادة إنتاج النفط الخام الجماعي بمقدار 400 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أنه من غير المرجح أن تؤدي هذه الزيادة في المعروض، إلى عرقلة التوقعات الحالية لتشديد الأسواق، ولفت إلى تأكيد محللي "تي دي سيكيوريتيز" أنه ينبغي أن تستمر مخاطر إمدادات الطاقة المتزايدة في دعم الأسعار المرتفعة، وذلك في ضوء توقعات الطلب التي تتخلص تدريجيا من المخاوف من متغير "دلتا".
ورجح أن تكون زيادات العرض من جانب "أوبك+" غير مؤثرة في مسار تعافي الأسعار، إذ إن هذا من شأنه أن يبقي السوق في نهاية المطاف على مسار متشدد، ويدعم ارتفاع الأسعار الفورية في الأشهر المقبلة. من جهة أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع وشهر تموز (يوليو)، ارتفعت أسعار النفط، الجمعة، ليحقق خام القياس العالمي برنت مكاسب للشهر الرابع، في ظل تنامي الطلب أسرع من العرض وتوقعات بأن تخفف اللقاحات وقع زيادة جديدة في إصابات كوفيد - 19 بأنحاء العالم.

الأكثر قراءة